المؤمنين ، وكان ذلك في حجة الوداع بموضع يدعى ( غدير خم ) [1] على ثلاثة أميال من ( الجحفة ) [2] بناحية ( رابغ ) بعد رجوعه من الحج بين مكة والمدينة . وكان قد نزل عليه جبرئيل عليه السلام بذلك في ( ضجنان ) [3] فأشفق النبي صلى الله عليه وآله من مخالفة قومه فقال : يا رب ! إن قومي حديثو عهد بالجاهلية ، فمتى أفعل هذا يقولوا فعل بابن عمه وفعل . فنزل عليه جبرئيل مرة ثانية على خمس ساعات مضت من النهار ، فقال : يا محمد ! إن الله يقرئك السلام ويقول لك : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - يعني عليا " - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) الآية .
[1] غدير خم : بضم الخاء وتشديد الميم ، اسم لما بين مكة والمدينة فيه غدير خطب عنده رسول الله صلى الله عليه وآله . قاله الطريحي في مجمع البحرين ( مادة : خمم ) . [2] قال الطريحي في مجمع البحرين : 5 / 31 : الجحفة - بضم الجيم - هي مكان بين مكة والمدينة ، محاذية لذي الحليفة من الجانب الشامي ، قريب من رابغ بين بدر وخليص ، سميت بذلك لأن السيل اجتحف بأهلها أي ذهب بهم ، وكان اسمها قبل ذلك ( مهيعة ) . وقال في معجم البلدان : 2 / 111 . . . بينها وبين المدينة ست مراحل وبينهما وبين غدير خم ميلان . [3] ضجنان - بالتحريك ونونين - : قال أبو منصور : لم أسمع فيه شيئا " مستعملا " غير جبل بناحية تهامة يقال له ( ضجنان ) . . . وقيل : جبل على بريد من مكة ، ولضجنان حديث في حديث الإسراء ( معجم البلدان : 3 / 453 ) .