responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 81


للعقوبة في زمن عثمان ومعاوية . بل ما أكدته أخبارهم ، أنه قتل في عهد علي .
وما زلت أتسأل فيما إذا كان هذا زهدا في الجهاز الأموي تجاه أخطر شخصية وهمية تهدد مواقع الأمويين ، وخلافة عثمان . لم أقو على استساغة أن ( شبق ) السلطة الذي أعماهم إلى درجة النيل من كبار الصحابة وقتل آل البيت النبوي ، كيف زهدهم في النيل من شخصية مثل ابن سبأ لا وزن له في الوجدان الإسلامي يومئذ . أو إذا رفضنا هذا التصور ، يمكن افتراض إن الجهاز الأموي كان مقرا بهذه المؤامرة ، التي يتزعمها هذا اليهودي ، أو ربما كانت لهم يد فيها .
وعلى أي حال فإن الوقائع التاريخية ، تؤكد ، بأن العنصر ( الفتان ) الذي أطلقوا عليه اسم عبد الله بن سبأ لم يكن إلا معارضا قويا ، له وزنه في المجتمع الإسلامي . وما دام عبد الله بن سبأ الشخص الأسطوري لم نعثر عليه ضمن لائحة المحكوم عليهم بالعقوبة والتعزير في زمن عثمان . كان من المنطق الذي يدخل في الاعتبار عامل ( اللعبة السياسية ) الأموية ، أن نبحث عنه حقيقة بين أشخاص المعارضة الرئيسيين ، الذين طالتهم يد عثمان بالانتقام . فمن هم هؤلاء الذين شكلوا جبهة معارضة في زمن عثمان ، ونالوا حقهم من القمع الأموي ؟ .
لقد ثبت عند المؤرخين إن الذين تزعموا حركة المعارضة في عهد عثمان هم رجال الصحابة ، ومنهم أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر ، وابن مسعود . . وعدد آخر من الصحابة سنتطرق إليهم أثناء الحديث عن خلافة عثمان . وكان عمار بن ياسر ( رض ) رجلا نشيطا ، ومزعجا للأمويين ، وعثمان . . مما حدى بهم إلى وضعه في منطقة الضوء ، والتفكير في التخلص منه . وكان المانع لهم من قتله جهارا أو فرض العقوبة عليه ، هو كونه غدا مقياسا في وجدان المسلمين للهدى والضلالة ، منذ رسخ في ذلك الوجدان أن بن سمية ، تقتله الفئة الباغية . وأنه ليس من مصلحة الطغمة الأموية يومئذ أن تتخذ ضده الإجراءات الحاسمة وتدخل معه في نزاع مباشر ، إذا لسقطت إعلاميا ، وخسرت باقي الجولات وكان مما حفظه المسلمون يومها من الرسول صلى الله عليه وآله ابن سمية عمار تقتله الفئة الباغية . ويدلنا على هذه ( المعيارية ) ما ذكره ابن الأثير في ( أسد

81

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست