نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 402
عمره بعد أن كان مكتوبا عليه قصره ، أو يقصر إذا كان مكتوبا عليه طوله ، وذلك بإتيان شروط ذلك البداء . فيكون البداء هو التقدير الإلهي ، لتغيير حكم على الإنسان ، وإخضاعه للقدر الإلهي المشروط . فيكون بداء يجري في حدود الأقدار التي خلقها الله ، وليس خارجها . تجاوبا مع الإرادة التي من بها الله على الإنسان ليكون مسؤولا عن أفعاله . وحتى لا أطيل في الكلام العقلي ، أود أن أقف على الآيات والمرويات التي تحدث عن البداء وهي كلها آيات قرآنية ظاهرها وباطنها تدل عليه ، كما أن المرويات كلها بسند أهل السنة والجماعة . يقول تعالى : ( كل يوم هو في شأن ) . ذكر الزمخشري : إن عبد الله بن طاهر دعا الحسين بن فضل وقال له : أشكلت علي ثلاث آيات دعوتك لتكشفها لي . قوله تعالى كل يوم هو في شأن وقد صح أن القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة . فأجاب الحسين بقوله : كل يوم هو في شأن فإنها شؤون يبديها لا شؤون يبتدؤها ) . ويقول القرآن : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) ( الرعد / 39 ) . وقوله : ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) ( الأعراف 9 . وكان يونس ( ع ) قد أخبر قومه بعذاب [22] واقع ، غير أن الله بدا له في ذلك فلم ينزل عليهم العقاب . وقال تعالى : ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) ( يونس 98 ) .