نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 401
أن لا يجبر الإنسان على قدر واحد ، حتى ولو غير حالة وما التوبة والاستغفار سوى تعبير عن هذا البداء أي إن الدعاء كما ورد عن أهل السنة أنفسهم يرد القدر . وما يبدو لله بهذا الخصوص هو داخل في دائرة علم الله المطلق وقدر ناسخ لقدر . فالإمام علي ( ع ) لما انزاح عن الحائط المتهاوي وسأله واحد : أهروبا هذا من قدر الله فقال : إن الهرب هو من قدر الله إلى قدره . كما أن في ذلك دلالة قوية على اختيار الإنسان وقدرته على تغيير مصيره بالطاعة والعمل الصالح . وهو أمر ينسجم مع عقيدة العدل في الجزاء والعقاب ، الإلهيين . وإذا كان البداء تعبيرا عن العدل الإلهي والاختيار البشري ، كان ذلك اعتقادا سليما ، ومن هنا يقول الأئمة : ما عبد الله بشئ مثل البداء . ولهذا حدد الشيعة البداء فيما كان مشترطا في التقدير يقول الشيخ المفيد : أقول في معنى البداء ما يقوله المسلمون في النسخ وأمثاله ، من الافقار بعد الاغناء والأمراض بعد الاعفاء وبالإماتة بعد الإحياء وما يذهب إليه أهل العدل خاصة من الزيادة في الآجال والأرزاق والنقصان منها بالأعمال [20] . ومن ذلك أيضا النسخ فيقول القرآن ( ما ننسخ من آية أو ننسيها نأت بخير منها أو مثلها ) . فعملية النسخ هذه هي التعبير عن البداء الذي لا يناقض علم الله المطلق فينسخ الله حكما بحكم ، عندما لم يعد في الحكم المنسوخ مصلحة . ويكون عامل الزمن مرتبطا بعملية النسخ هذه ، وبالتالي فإن النسخ هذا لا يعدو أن يكون تقييدا لإطلاق الحكم من حيث الزمان [21] والنسخ ليس محصورا في الإطار التشريعي فكذلك في الإطار التكويني ، فإن الإنسان قد يخضع لمشيئة الله والبداء ، فيطول
[20] - أوائل المقالات / باب البداء والمشيئة . [21] - الإلهيات - السبحاني .
401
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 401