نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 399
البداء ما آخذ أعداء الشيعة الشيعة على شئ مثلما آخذوهم على مسألة البداء انطلاقا من أن البداء في مفهومه الظاهر ينافي علم الله المطلق وخلاصة القول في معنى البداء ، إن الله يبدو له في أمر فيغيره وفي شئ آخر فيستبدله . وطبيعي أن ترفض مثل هذه العقائد ، فيما لو بقينا واقفين على عتباتها الظاهرة ، ولا نقترب من مفهومها الحقيقي . وبما أن البداء يعتبر من القضايا المهمة في الاعتقاد الإمامي فإن أهل السنة اعتبروه ضربا من الكفر ، يخرج به الشيعة عن دائرة الإسلام . ولست أدري كيف أن أهل السنة ، مذهبهم في الكلام ( الأشعرية ) ، ويرفضون ذلك ، علما أنهم يؤمنون بأن الله يفعل كل شئ في ملكه ، وأن ما يصدر عنه كله عدل وإن كان قبحا ، ولو كان البداء قبحا في رأيهم وثبت بالنص صدوره عن الله لزم أن يقبلوه من زاوية أنه القبح الذي جوزوا صدوره عن الله وإذا رفضوه يكونوا قد ناقضوا أولياتهم في الكلام ، وهي أن ما يصدر عن الله عدل وإن كان قبحا . غير أن الحقيقة تبقى معلولة للجهل بمفهوم البداء لغة واصطلاحا وإلا فإن البداء أحد العقائد الراسخة في مذهب العامة نفسها كما سنرى . والسؤال : ما هو البداء ؟ وما هي عقيدة الشيعة فيه ؟ .
399
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 399