responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 314


اتخذوا من قاتلي الحسين ، وأنصارهم وخاذليه ، قدوة لهم وأسوة . ونماذج من الورع يقتدى بها . وما أكثر الطبول التي قرعت والمزامير التي عزفت ، مدحا لشخصيات تاريخية . كانت من بين أولئك الذين اشتركوا في احتزاز رأس الحسين ونهب متاعه بخسة .
الذين قتلوا الحسين ( ع ) وهم يعلمون أنه خير من أميرهم ، وسيد العرب والمسلمين ، وما قتلوه إلا طمعا في الحطام الذي أمناهم به يزيد ، أليسوا قادرين على تحريف الإسلام ، واختلاق الأحاديث ، بحثا عن نفس الحطام ؟ ! لقد شيعني الحسين ( ع ) من خلال المأساة التي شاهدها هو وأهل البيت ( ع ) شيعني بدمائه العبيطة وهي تنساب على الرمل الأصفر بأرض الطفوف ، وبصراخ الأطفال ونواح النساء . يومها ناديت ، وقد انسكبت من عيني دمعة حزينة ، حزينة ورقيقة ، قلت والقلب تتمزقه الأحزان :
ويرثي ربابك دنيا الشجون * ودمع النواح وفيض الدما فرمس عداك كجحر الصقور * وسر هداك ، مخور الدجى عظمت فأنت عظيم المقام * عظيم فأبشر بنصر السما ويرسي الزمان حراك النسور * وسير الذئاب بخبء السرى فدمعك سال بتلك الطفوف * وسال وسال بكل الثرى فصار رواء بكل الدهور * ورطبا جنيا لكل الدنى فيا أرض لا تقنطي بالقروح * ويا قوم لا تبطئوا في الخطى فحتما يعود لهدم الشرور * ويرسي المراح بردم القذى فذلك الزكي بكل فخار * ونجل قضم ، وليث الوغى رجوت الصلاح بأرض العدا * بسبط الأمين ، وطاب الثرى وأي شئ صنع الأعداء بموته ، سوى إن حفروا قبورهم ، ودقوا نعوشهم بالمسامير ، ليدخلوا مقبرة التاريخ صاغرين ، وما زلت أراه - أبا عبد الله - كبيرا في

314

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست