نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 297
ملحمة كربلاء إنني أتجنب أن أكون أديبا في قضايا التاريخ ، إلا في هذا الموقف ، إنها الجدبة التي لا أتمالك فيها أحاسيسي مهما كان الأمر ، لأن الحدث بلغ من الدراماتيكية ما يفقد الإنسان تقنياته المعرفية . إنه أمام الأمة ، وإنه جدي ، وإنه الإنسان . كل هذا لا يسمح لي أن أقوم بمجرد سرد وإحصاءات و ( فبركات ) في مثل هذا المشهد . فلا يلومنني القارئ إذا أخذت بي هذه الجدبة التي لا أملك فيها نفسي أمام مذبحة أبي عبد الله الحسين ( ع ) . لكم التاريخ ، ولكم الوثائق ، ولكم كل شئ ، ولي أن أبكي ، وأحزن و ( أشقشق ) فمن هنا دخلت حرم آل البيت ( ع ) وفيه ولدت من جديد . ما زلت أذكر اليوم الذي عشت فيه مأساة كربلاء بتفاصيلها ، حيث ما تزال ظلالها الحزينة ترافق ظلي إلى اليوم . وتفاصيلها لا يتسع لها هذا الكتاب ، فهي تطلب في غيره ، والآثار النفسية التي تركتها في أعماقي ، وما زلت أجرعها كالسموم ، ولا أملك أن أنقلها كما أحسها وأستشعرها في كياني ، لقد وجدت نفسي فجأة في هيئة أخرى ، وفي شرياني جرى دم ، هو مثل تلك الدماء التي أريقت على رمال الطفوف ، ولا عجب من ذلك ، فأنا الحسيني وجدي هو الحسين ( ع ) وأن العرق دساس ، ومنذ ذلك اليوم ، كان كل يوم عندي
297
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 297