responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 278


قالوا : ( الحمد لله الذي أخرجه من بيننا ) [212] .
وتولى بعد ذلك قيس مهمة القيادة في جيش الحسن ( ع ) وبعث برسالة إليه ، يخبره بما وقع من أمر عبيد الله بن عباس . وكان ذلك بمثابة دليل ملموس على مدى اهتزاز جيشه . فازداد يقينا ، وخف اعتماده على هذا الجيش . أما معاوية ، فدامت عملياته الدعائية داخل الجيش ، بحثا عن العناصر الأخرى ، ذات الأطماع الرخيصة . فزاد في نشر العيون ، وإشاعة البلبلة . خصوصا لما رأى مخططه قد نجح ، وكان مما أذاعه في ( المدائن ) إن قيس بن سعد قد صالح معاوية ، ودخل صفه ، كما أذاع - حسب اليعقوبي خبر مقتل ( قيس بن سعد ) .
وسار على ذلك النهج ، ينشر الرعب والذعر في العراقيين ، ويغريهم بالمال والمناصب أحيانا .
وكانت كل إشاعة تنشر تجد لها من يصدقها ، فليس مستحيلا أن يغدر قيس جيشه ويخونه ، ما دام عبيد الله قد فعلها وهو من هو في ولائه وقربه من الإمام الحسن ( ع ) بل وقد صدق بعضهم إشاعة أن الحسن قد صالح معاوية ، فكل شئ وارد ، لقد اختلطت الأوراق ، والكل بات متهما حتى تثبت له البراءة ! وقد عانى الإمام الحسن ( ع ) الأمرين من جيشه أكثر من معاوية ، فماذا يفعل الإمام الحسن ( ع ) بجيش مريض . لقد أغدق معاوية أمواله ورشاويه ، ولم يغرهم الإمام الحسن ( ع ) إلا بالجهاد والجنة ، فكان إن هرب عبيد الله مع ثمانية آلاف إلى معاوية ، وهرب الكندي إليه مع مائتي رجل بعد أن أغراه معاوية بخمسمائة ألف درهم ، وكان الإمام الحسن قد وجهه قائدا على أربعة آلاف ليعسكر بالأنبار [213] .
وعمت السرقة في صفوف الجيش ، فراح ينهب بعضهم بعضا ، لما سمعوا أن



[212] - نفس المصدر السابق .
[213] - البداية والنهاية .

278

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست