نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 273
الإمام الحسن والواقع الصعب نحن نريد فهم الأحداث في مجملها ، لا القعود في سرد تفاصيلها الدقيقة ، بما ينافي فلسفة التاريخ . ولكي نفهم الأسباب التي فرضت الصلح على الإمام الحسن ، لا بد من إجراء جرد وتحقيق في الشروط التاريخية التي توافرت للإمام الحسن ( ع ) هذا الإمام الذي أظهره التاريخ ( الفولكلوري ) كرجل مسالم ، يهوى الراحة ، ويتقي الشدائد لقد رأينا كيف أن الإمام الحسن ( ع ) كان تواقا لردم الواقع على بني أمية ، لو توفرت له الشروط الضرورية . غير أن محترفي التاريخ السطحي ، يرون عكس ذلك . يقول ( روايت م رونلدس ) : ( فإن الأخبار تدل على أن الحسن كانت تنقصه القوة المعنوية والقابلية العقلية لقيادة شعبه بنجاح ) [205] . ويذكر ( فيليب حتى ) في ( تاريخ العرب ) إن الحسن كان أميل إلى البذخ والترف منه إلى الحكم والإدارة . ولعل هذا التصور الساذج المبني على الوعي بالقشور ، ونقل الأخبار من دون الحفر فيها . هو الذي يترك كثيرا من المؤرخين عربا ومستشرقين ، يقعون في مثل هذه المآزق . ولشد ما ظلم هذا الإمام . فلا أبوه امتدحوه لما قام بقتل رؤوس النفاق ولا ابنه عذروه لما قبل الصلح وهو له كاره .