responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 269


منسجما . ففيه من المندسين ما قد يبرز في الربع الأخير ، ليمنى القوم هزيمة - كما وقع - وأمامه تجربة أبيه وجده من قبله ، وله ما عهد به علي ( ع ) له سرا . كانت وظيفة الإمام الحسن ( ع ) أن ينتشل الأمة من مواتها ، ويردها بكاريزمية إلى الطريق السليم إلى الوجهة المباركة ، لكن الأمر اليوم ، يحتاج إلى تحقيق القدر الضروري من مصالح الإسلام والمسلمين ، وتجنب الدمار الشامل لمكتسبات سنين من الكفاح الرسالي .
ولما سمع القوم منه ذلك ، أحجموا عن البيعة ، وراحوا إلى أخيه الحسين ( ع ) قائلين له :
( ابسط يدك نبايعك على ما بايعنا عليه أباك ، وعلى حرب المحلين الضالين أهل الشام ) .
فردهم الحسين ( ع ) قائلا : معاذ الله أن أبايعكم ما كان الحسن حيا .
ولما أبى الحسين ، عادوا إلى الحسن ، فبايعوه وهم مكرهون [203] .
وكانت وراء هذا الحدث أسباب جديرة باستلفات النظر . فالحسين لا يقبل الخلافة ، ما دام أخوه الحسن أمامه . ذلك أن الوصية الشرعية لأخيه من قبله .
وكان من المفروض أن يستجيب الإمام الحسين ( ع ) للبيعة فيما لو لم يكن حائل شرعي .
ولما عادوا للإمام الحسن ( ع ) كان من الضروري أن يستجيب لاكتمال النصرة . بايعهم الإمام الحسن ( ع ) وقلبه زاهد فيهم ، لولا حرصه على مستقبل الأمة .
كان أصحابه مصرين على قتال أهل الشام . فهم يريدون إماما يسير على هواهم وهذا ما جعل الإمام الحسن ( ع ) لا يغامر بعيدا .
والجيش العراقي الذي كان يتكئ عليه الإمام الحسن ( ع ) لم يكن منسجما



[203] - نفس المصدر .

269

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست