نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 261
شر قتلة . ويذكر صاحب أسد الغابة ، إنه قتل ، بعد أن أحرق في جوف حمار ، كان الذي تولى قتله معاوية بن حديج ، طلب منه محمد بن أبي بكر ماء ، فأبى عليه ، وقال له : لأقتلنك حتى يسقيك الله من الحميم والغساق ! . فقال له محمد : يا ابن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك إنما ذلك إلى الله ، يسقي أولياءه ويظمئ أعداءه أنت وأمثالك ، أما والله لو كان سيفي بيدي ما بلغتم مني هذا ، ثم قال له : أتدري ما أصنع بك ؟ أدخلك جوف حمار ثم أحرقه عليك بالنار . قال محمد : إن فعلت بي ذلك فلطالما فعلتم ذلك بأولياء الله ، وإني لأرجو أن يجعلها عليك وعلى أوليائك ومعاوية وعمرو نارا تلظى كلما خبت زادها الله سعيرا فغضب منه وقتله ثم ألقاه في جيفة حمار ثم أحرقه بالنار [195] . وكانت عائشة قد جزعت عليه بشدة ودعت في قنوتها على معاوية وعمرو وضمت إليها عيال محمد ، ويقال أنها لم تأكل من ذلك شواء حتى ماتت . كان أخوه عبد الرحمن قد اعترض على عمرو بن العاص وكان في جنده . في تلك الأثناء ، حزن الإمام علي ( ع ) على محمد بن أبي بكر حزنا شديدا ، وتمنى لو يفرق الله بينه وبين قومه الذين لا يطيعونه في رأي ، ويسمعون له كلمة ، ولم يكن أمامه ( ع ) سوى الكلمة التي يفجر بها أحزانه ، ويوجه فيها عتابه لأتباعه المتهالكين ، وود سلام الله عليه ، لو يجهز على معاوية بمصر ، فيرده عنها ردا عزيزا بل ولود إن لن يبقى في أرض الإسلام لوثة أموية على الاطلاق فيما لو أطاعه قومه . وكانت خطبته الشهيرة يومها : ألا إن مصر قد افتتحها الفجرة أولو الجور والظلمة الذين صدوا عن سبيل الله وبغوا الإسلام عوجا ، ألا وإن محمد بن أبي بكر استشهد فعند الله نحتسبه ! أما والله إن كان كما علمت لممن ينتظر القضاء ويعمل للجزاء ويبغض شكل الفاجر ويحب هدى المؤمن ، إني والله ما ألوم نفسي على تقصير ، وإني لمقاساة الحروب