responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 260


لا أريد هنا أن أفصل في الخوارج ، كنشأة ، وتطور ، فهذا ليس من وظيفة الكتاب ، لأن الخوارج ، ليسوا سوى فرقة غبية ، طلبت الحق بسذاجة فلم تجده ، فرجع منها المخلصون إلى الحق ، وبقي الأشقياء يردون موارد الفتن ، ولكنني أريد الإشارة إلى المنعطفات . ومن تلك المنعطفات ، ما تلي صفين من أحداث ، كان الصحابي الجليل عمار قد قتل بصفين ، وبذلك قد أرسى ميزانه لتقييم الحدث . وقد فزع من جيش معاوية لما رأوه ميتا ، لأنهم سمعوا إن ( ابن سمية تقتله الفئة الباغية ) غير أن الإعلام الأيديولوجي حرف القضية ، واستصغرها في ذهن القوم ، فقال عمرو لقد قتله الذين جاؤوا به ! وكان كما أشار معاوية ، يعتبر أي عمار يمين الإمام علي ( ع ) فيما الأشتر يسراه .
لم تكن مصر حتى ذلك اليوم قد خلت لمعاوية وما كان هذا الأخير غافلا عنها ، فهي سلة جديدة تنضاف إلى إمارته الواسعة ، وهي ثمن الانتصار الذي جلبه له عمرو بن العاص .
وحيث إن في مصر من هم على هوى علي ( ع ) أراد معاوية أن يستخدم دهاءه في استمالتها قبل الاجهاز عليها ، كانت مصر قد فسدت على محمد بن أبي بكر ، فبعث إلى مصر الأشتر .
وبلغ الخبر إلى معاوية ، فخشي على مصر من الأشتر وتشدده . فعقد معاوية صفقة مع المقدم على أهل الخراج بالقلزم وقال له : إن الأشتر قد ولي مصر : فإن كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيت وبقيت . وعندما انتهى الأشتر إلى القلزم وهو في طريقه من العراق إلى مصر ، استقبله الرجل ، وأتاه بطعام دس فيه سما ، فسقاه إياه . فلما شربه مات [194] .
وحدث أيضا إن قتل محمد بن أبي بكر ، في الدفاع عن مصر من قبل جيش معاوية ، بقيادة عمرو بن العاص . الحرب التي تركت وراءها أمواتا كثيرين .
وكان محمد بن أبي بكر قد دخل حربه ، واشتد عليه العطش ، فلحقوا به ، وقتلوه



[194] - تاريخ ابن الأثير

260

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست