نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 254
ولذلك كان مؤهلا للانحراف في هذه المكيدة . وانتشرت الغوغاء في جيش الإمام ( ع ) بما يشبه حالة انشطار ، فما كان له ( ع ) إلا أن يصبر ، فلا رأي له ، إذ ( لا رأي لمن لا يطاع ) . وكان لا بد للفريقين أن ينتدبوا ممثلين عنهم ، ليديروا عملية التحكيم ، كان عمرو بن العاص ، هو الرجل المنتدب في جيش معاوية ، وكان المختار في جيش علي ( ع ) هو عبد الله بن عباس ، فرفضوه لقرابته منه وانحيازه إليه ، واختاروا مكانه أبا موسى الأشعري . ورفض الإمام ( ع ) هذا الاختيار . فأبو موسى كان قد خذل الناس عن علي ( ع ) بالكوفة ، وهو يدرك أنه لا يوازن دهاء عمرو بن العاص . هل إن ابن عباس منحاز إلى علي ( ع ) ، وكيف يقبل العقل ذلك ! ؟ . وعمرو بن العاص هو الرجل الثاني في جيش معاوية ، هذه أكبر نكسة وقعت في جيش الإمام علي ( ع ) من قبل أناس بسطاء سذج لا يفقهون في الدين ، إنهم ( متورعون ) لذلك طلبوا من الإمام علي ( ع ) أن يعزل ابن عباس ، وبهذا التورع الزائد وبهذه ( الأخلاقوية ) البائسة ، خسروا التحكيم ، وخسروا الحق الذي من أجله جاءوا إلى صفين ، وانتهوا خوارج مارقين ! . ثم انبرى للتحكيم ، كل من عمرو بن العاص ، وأبو موسى الأشعري بعد أن تمردت طائفة من القشريين في جيش علي ( ع ) منهم مسعر بن فدكي وزيد بن حصن والسنبسي ومجموعة أخرى ، مطالبين عليا ( ع ) بالخضوع للتحكيم وطلب الأشتر بالتوقف ، وما كان من الإمام علي ( ع ) إلا أن يقول : فاصنعوا ما بدا لكم . فراحوا يكتبون : ( هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين ) فقال عمرو : ( اكتبوا اسمه واسم أبيه ، هو أميركم ، فأما أميرنا ، فلا . كان الأحنف قد رفض أن يمحوا اسم أمارة أمير المؤمنين ، وقد تمثل نفس الدور الذي قام به علي ( ع ) وهو يكتب وثيقة صلح الحديبية ، وكأن التاريخ يعيد
254
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 254