نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 240
ورجع كل من محمد بن أبي بكر وابن جعفر بعد أن لم يوفقا في إقناع القوم ، فبعث لهم الإمام علي ( ع ) أشخاصا كثيرين ، كالأشتر وأبي موسى ، ثم الحسن وعمار . وبعد ما وقع من مشادات كلامية . كان لا بد للمعركة أن تشتعل . وكان الإمام علي ( ع ) قد ذكر الزبير بالله ، فحاول الرجوع لولا أن اعترضه ابنه . وخرج طلحة وخرج إليهما علي حتى اختلفت أعناق دوابهم ، فقال علي : لعمري لقد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا إن كنتما أعددتما عند الله عذرا فاتقيا الله ولا تكونا ( كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) ألم أكن أخاكما في دينكما تحرمان دمي وأحرم دمكما ، فهل من حدث أحل لكما دمي ؟ . قال طلحة : البت على عثمان . قال علي : ( يومئذ يوفيكم الله دينهم الحق ) . يا طلحة ، تطلب بدم عثمان فلعن الله قتلة عثمان ! يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله صلى الله عليه وآله تقاتل بها وخبأت عرسك في البيت ! أما بايعتني ؟ قال : بايعتك والسيف على عنقي ، فقال علي للزبير : يا زبير ما أخرجك ؟ قال : أنت ، ولا أراك لهذا الأمر أهلا ولا أولى به منا [171] ثم قال له : تذكر يوم مررت مع الرسول الله صلى الله عليه وآله في بني غنم فنظر إلي فضحك وضحكت إليه فقلت له لا يدع ابن أبي طالب زهوه ، فقال لك رسول الله صلى الله عليه وآله ليس به زهو ، لتقاتلنه وأنت له ظالم . قال : اللهم نعم ، ولو ذكرت ما سرت مسيري هذا ، والله لا أقاتلك أبدا ، وكان ابنه عبد الله قد اعترضه وقال له : لكنك خشيت رايات ابن أبي طالب وعلمت أنها تحملها فتية أنجاد وأن تحتها الموت الأحمر فجبنت . وقال : إني حلفت أن لا أقاتله ، قال : كفر عن يمينك وقاتله . فأعتق غلامه مكحولا وقيل سرجس ، وذكروا أن الزبير عاد عن القتال لما سمع إن عمار بن ياسر في جيش علي ( ع ) فخاف أن يقتل عمار . وكانا قد تشابكا ولم يقتتلا ، فاعتزل الزبير القتال إلى عسكر الأحنف بن قيس ، فلحقه عمرو بن جرموز وقتله . أما طلحة فقد قتله واحد من الأمويين الذين جاؤوا في جيش عائشة ، وهو