نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 236
( يا معشر المسلمين هذا جلباب رسول الله لن يبل وقد أبلى عثمان سنته ، فقال عثمان ، رب اصرف عني كيدهن أن كيدهن عظيم ) [164] . وعندما سمعت بخبر مقتله ، قالت : بعدا لنعثل وسحقا [165] . ومن الجانب الآخر كان طلحة والزبير يتحينان الفرصة لمغادرة المدينة . فهما يهدفان إلى أكثر من إسقاط عثمان . يريدان الخلافة أو أقل أن يفضلهما علي ( ع ) على باقي المسلمين في العطايا . غير أنهما لم يفلحا في استدراج علي ( ع ) للمساومة ، فقال طلحة ، معربا عن حالة الفشل هذه : ( ما لنا من هذا الأمر إلا كلحسة الكلب أنفه ) [166] . وخرج بعد ذلك كل من طلحة والزبير ، يبغيان الافلات من يد علي ( ع ) ، ليلتحقا بعائشة . وما أن التحقا بها حتى أقنعاها بالخروج معهما لقتال علي ( ع ) والتحق بهم كل من الأمويين وولاة عثمان الذين عزلهم الإمام علي ( ع ) . لم تكن عائشة تظن أن الأمر بعد عثمان سيؤول إلى علي ( ع ) . كانت تتصور أن جذوة الهاشميين قد انطفأت ، منذ أن أخذ منهم حقهم ، أبوها وفاروقه . ورغم ما قامت به من تحريض على عثمان . فهي ترى أن الأمر سيؤول لا محالة لابن عمها طلحة . وعندما لم يتوفق في ذلك ، غيرت عائشة وجهة نظرها ، وتبنت خطا نقيضا ، وهو المطالبة بدم عثمان . فعندما بلغها خبر المقتل ، وكانت بمكة ، قالت : أبعده الله ، ذلك بما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد ، وكانت تقول : أبعده الله ، قتله ذنبه ، وأقاده الله بعمله ، يا معشر قريش لا يسومنكم قتل عثمان كما سام أحمر ثمود قومه ، إن أحق الناس بهذا الأمر ذو الإصبع - تقصد طلحة - ثم أقبلت مسرعة إلى المدينة وهي لا تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر ، وكانت تقول : بعدا لنعثل وسحقا ، إيه ذا الإصبع ، إيه أبا شبل ، إيه ابن عم ، لله أبوك أما إنهم وجدوا طلحة لها كفؤا ، لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع ، حثوا الإبل
[164] - اليعقوبي في التاريخ . [165] - ابن أبي الحديد في الشرح . [166] - الطبري في التاريخ
236
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 236