نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 214
بالشر ، ولكن لا بد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ، ويستشعر الأمور بروح الإسلام ، أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت فورة من روح الإسلام : وذلك دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله ! [136] . الله ! الله ! يا سيد ما عهدنا عليه هذه السذاجة . إنه مع اعترافه بحقيقة الأوضاع لا يزال متشبثا بأيديولوجية ( عبد الله بن سبأ ) ، وكيف لا يتشبث بها وهو يأخذ كل مسلمات التاريخ الإسلامي المصطنع . إنه يعترف أن الثورة كانت فورة من روح الإسلام . إنه اعترف أيضا رحمه الله - : ( مضى عثمان إلى رحمة ربه ، وقد خلف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكن لها في الأرض ، وبخاصة في الشام ، وبفضل ما مكن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام ، من إقامة الملك الوراثي والاستئثار بالمغانم والأموال والمنافع مما أحدث خلخة في الروح الإسلامي العام ) . لا بد إذا من استحضار مجريات الثورة ، وملابسات المقتل ، ومن قتل وكيف ولماذا ؟ . إن استحضار المشهد بكليته حري بأن يعطينا فكرة واضحة عن حقيقة الحدث ، ذلك الحدث الذي ظل يعرض علينا مجردا من ملابساته ، وتحت غمام كثيف من التلفيق والبكاء الأيديولوجي المصحوب بتزييفات ومبررات مشؤومة . ولكي نكون شجعانا في قراءة التاريخ ، والإخلاص للحق والمعرفة لا بد أن ندخل الحدث من باب التاريخ لا من باب الترجمات الأسطورية . كان أصل الثورة وجوهرها ، تغييريا إصلاحيا . بيد أن ركوب الفئات المشبوهة موجة الغضب الجماهيري في الانتقام لمشاريعها الخاصة كان موجودا وسنبدأ بهذه الفئات المشبوهة . كان عمرو بن العاص ، رائد الاتجاه الانتهازي ، الذي يتحدد ولاءه بالمصلحة . عمرو بن العاص ، ليس من الذين أسلموا طوعا . وقد كان حريصا
[136] - سيد قطب العدالة الاجتماعية في الإسلام / ص 161 / دار الشروق ، الطبعة الثامنة .
214
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 214