نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 202
المسلك الأول : تحقيق نوع من الافراط ، والتضخيم في النشاط البراني للمجتمع الإسلامي . إذ أن سياسة تصدير الأزمات ، وبالتالي الاهتمامات إلى الخارج ، ليس وليد السياسة المعاصرة . بل هي قديمة قدم الاجتماع البشري ، ومنذ نشوء السلطة في المجتمع الإنساني . وهي السياسة التي تفوت الاهتمام بالداخل إلى قضايا الخارج ، وتوجيه الهم المجتمعي إلى أزمات الخارج ، ومن ذلك ، الحروب التي تخلقها بعض الدول ، لتصرف أنظار المجتمع إلى الجبهات . وبالتالي ، تتجنب الاضطرابات في الداخل . وكان عثمان بن عفان حريصا على خلق واقع من النشاطات البرانية ، ليبعد الأنظار عن سياسته ، ومفاسده الداخلية . فشجع الفتوحات ، وألهى بها المسلمين . والتاريخ يثبت أن الفتوحات التي كانت تجري في هذا العصر وما بعده . لم تكن ذات هدف ديني خالص ، بقدر ما كان العامل التجاري والاقتصادي حاضرا فيها . فكانت الفتوحات تفيض عليهم بالغنائم النفيسة . ولم تكن الأمصار محط اهتمام ديني بقدر ما كانت مستوطنات لبني أمية ، يشيدون فيها قصورهم ، ويكرسون فيها مظاهر الفساد . إن عملية إلهاء الجماهير الإسلامية ، وإشغالها بالحروب ، يلغي الخلفية الإسلامية السلمية ، لحركة الفتح . لقد اشتدت حدة التمرد ، وعم الاضطراب في الداخل والخارج ، وتداول المسلمون قضايا المفاسد وتناقلوها فيما بينهم ، وبدأت سلطة عثمان تدخل شيئا فشيئا نفق الانهيار . في تلك الأثناء ، جمع هيئته الاستشارية ، من الطلقاء ، وضعاف الإيمان ، ليتباحث معهم شؤون الدولة ، وأوضاع المجتمع ، والكيفية التي يتخلص بها من المعارضة ، جمعت الهيئة كلا من معاوية بن أبي سفيان ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وسعيد بن العاص ، وعمرو بن العاص وغيرهم . فقال عثمان : إن لكل امرئ وزراء نصحاء ، وإنكم وزرائي ونصحائي وأهل ثقتي ، وقد صنع الناس ما رأيتم وطلبوا إلي أن أعزل عمالي وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى ما يحبون . فاجتهدوا لي رأيكم ثم أشيروا علي ) .
202
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 202