نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 200
فقال : ( لك البشرى ، فماذا ؟ . فأخبره الخبر . فصار عبد الرحمن إلى عثمان ، فأخبره بما قال حمران ، فقلق عثمان ، وخاف أن يشيع ، فنفاه لذلك . ربما غير وعده ولذلك لا بد لعبد الرحمن بن عوف أن ينتقم ، ولكن تحت غطاء آخر . يذكر التاريخ أن عبد الرحمن انقلب بعد ذلك على عثمان لما رآه أخلف الوعد وانحاز إلى عشيرته . وليس هذا الوعد ب ( سيرة الشيخين ) فعبد الرحمن منذ البداية يعرف أن تقريب عثمان لعشيرته أمر وارد وحقيقي . وعمر بن الخطاب نفسه قال ذلك أمامهم ، يروى عن ابن عباس أنه قال : ( فقلت عثمان بن عفان ؟ قال ( يعني عمر ) : إن ولي حمل ابن أبي معيط وبني أمية على رقاب الناس وأعطاهم مال الله ، ولن ولي ليفعلن والله ، ولئن فعل لتسيرن العرب إليه حتى تقتله في بيته ثم سكت ) [121] . وحتى نستطيع فهم طبيعة الخلاف بين عثمان وعبد الرحمن بن عوف ، لا بد أن نفرض سؤالا : كيف تتحول المودة بين عشية وضحاها إلى عداوة قاتمة ؟ ! لعل السبب هو هذا العهد . لقد روي أن عثمان اعتل علة اشتدت به فدعا حمران بن أبان ، وكتب عهدا لمن بعده ، وترك موضع الاسم ، ثم كتب بيده : عبد الرحمن بن عوف ، وربطه وبعث به إلى أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فقرأه حمران في الطريق فأتى عبد الرحمن فأخبره ، فقال عبد الرحمن ، وغضب غضبا شديدا : استعمله علانية ، ويستعملني سرا . ونما الخبر وانتشر بذلك في المدينة . وغضب بنو أمية ، فدعا عثمان بحمران مولاه . فضربه مائة سوط ، وسيره إلى البصرة . فكان سبب العداوة بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ) [122] . نعم ، لقد استعمله علانية ، وبذلك استطاع أن يثبته في الخلافة غير أن عثمان
[121] - تاريخ اليعقوبي ( ص 158 ج 2 ) . [122] - اليعقوبي ( ص 2 169 ج 2 ) دار صادر .
200
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 200