نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 182
لأبي طلحة الأنصاري ، ( إن الله تعالى طالما أعز الإسلام بكم ، فاختر خمسين رجلا من الأنصار ، فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا ) . وقال لصهيب ( صل بالناس ثلاثة أيام ، وأدخل عليا ، وعثمان والزبير وسعدا وعبد الرحمن بن عوف وطلحة وأحضر عبد الله بن عمر ، ولا شئ له من الأمر ، وقم على رؤوسهم . فإن اجتمع خمسة ورضوا واحدا منهم وأبى واحد فاشرخ رأسه واضرب رأسه بالسيف ، وإن اتفق أربعة فرضوا واحدا وأبي اثنان فاضرب رؤوسهما ، وإن رضي ثلاثة منهم رجلا واحدا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد الله بن عمر ، فأي الفريقين حكم فليختاروا رجلا منهم ، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر ، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس ) . لقد جرى الجمهور على تقبل هذا الحديث دون إكمال العقل والنظر فيه . وكأن عمر ينطق بالوحي ، لذلك سوف نتبين ونحن نتأمل بثاقب النظر ، ونافذ الرأي ، إن العملية محسوبة سلفا ، ودقة الترتيب تفيد أن الأمر كان مخططا في ذهن عمر منذ زمان ، والمسألة تبدو حسابية ، ولم نعهد على العرب هذه البديهية في الحساب ، غير أن بديهية الإمام علي ( ع ) كانت أسرع ، ففهم مقاصد اللعبة ، فقال للعباس فور انتهاء عمر من كلامه : ( عدلت عنا ) قال له العباس : وما علمك قال الإمام علي ( ع ) : ( قرن بي عثمان وقال : كونوا مع الأكثر ، فإن رضي رجلان رجلا ورجلان رجلا ، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن ، وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفون : فيوليها عثمان أو يوليها عثمان عبد الرحمن ، فلو كان الآخران معي لم ينفعاني ، بله إني لا أرجو إلا أحدهما ) . فخلع عبد الرحمن نفسه ، ورضوا أن يكون هو الذي يختار للمسلمين . وفي اليوم الرابع ، صعد عبد الرحمن المنبر في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : ( أيها الناس ، إني قد سألتكم سرا وجهرا عن إمامكم ، فلم أجدكم تعدلون بأحد الرجلين : إما علي وإما عثمان . فقم إلي يا علي ! ( 109 ) فوقف
182
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 182