responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 170


جاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة والقوم في البيت يتشاورون ( أي بخصوص الخلافة بعد مقتل عمر ) فجلسا بالباب ، فحصبهما [94] سعد وأقامهما .
فتحصبهما ، لم يكن اعتباطيا ، وفلتة تلقائية . فالرجلان من أدهى العرب كما تقدم ، ومن عملاء الأمويين . ثم أن رمي ( سعد ) لهما بالحصباء دليل على أن أمرهما ليس عاديا .
وهكذا كانت قصة التبييت لمقتل عمر ابن الخطاب ، الذي بالغ في مودته للفئات الأموية وصفات الإيمان [95] رغم ما كانوا يلقونه منه من قسوة عابرة . حيث كان عماله من أمثال ، سمرة بن جندب ، وعاصم بن قيس ، والحجاج بن عتيك ونافع بن الحرث ، وأبو هريرة ، ومعاوية ، وابن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ويزيد بن أبي سفيان . وكان قد توصل إلى أنهم نهبوا الأموال ، وكدسوها بعد أن كانوا فقراء ، مثل أبي هريرة ، لما قال له عمر علمت أني استعملتك على البحرين ، وأنت بلا نعلين ، ثم بلغني أنك ابتعت أفراسا بألف وستمائة دينار [96] ومع ذلك لم يقم عليه الحكم الشرعي ، بل اكتفى بمقاسمتهم الأموال . وكان من الواجب أن يحاكمهم على هذا الاختلاس ، ويعزلهم ، ولكنه لم يفعل ذلك ، والتاريخ يروي عكس هذا . ظل أمثال أبي هريرة ومعاوية وابن العاص وغيرهم من الطلقاء ، أمراء إلى آخر أعمارهم .
ولعل هذا هو السر . فعمر ابن الخطاب سواء أكان سطحيا في اختياراته أو ذكيا فيها . فإنه كان قاصدا في الابقاء عليهم في هذه الإجارات . وذكر بن أبي الحديد في شرح النهج ، أنه قيل لعمر : إنك استعملت يزيد بن أبي سفيان ، وسعد بن العاص ، وفلانا وفلانا من المؤلفة قلوبهم من الطلقاء وأبناء الطلقاء .
وتركت أن تستعمل عليا والعباس والزبير وطلحة ؟ ! فقال : أما علي فانبه من



[94] - حصبهما : رماهما بالحصباء .
[95] - رأيي إن الأمويين كانوا أذكياء ومخططين بارعين . لقد أدركوا مدى ضعف عمر بن الخطاب ، لما لجأ على مودتهم وتأليفهم دون الآخرين ! .
[96] - أقول ، لعله ربح في ( اللوطو ) ما يكفيه غناء في حياته بعد الفقر والحاجة ! ! .

170

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست