نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 159
ومعه عمر فكان عمر يقول للناس : انصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه لم يسألكم نصحا . فسكن الناس ، فلما قرئ عليهم الكتاب سمعوا وأطاعوا ، وكان أبو بكر أشرف على الناس وقال : أترضون بمن استخلفت عليكم ؟ فإني ما استخلفت عليكم ذا قرابة وإني قد استخلفت عليكم عمر فاسمعوا وأطيعوا ، فإني والله ما ألوت من جهد الرأي ) [75] . لقد هيأ عمر الطريق لأبي بكر ، حتى ينصبه على الناس ، قال لهم ( اسمعوا وأطيعوا ) لخليفتكم الذي يسألكم نصحا ، ليقول أبو بكر للناس . إني استخلفت عليكم عمر ( فاسمعوا وأطيعوا ) والرؤية التي كان يحملها عمر بن الخطاب ، للخلافة وإدارتها ، ليست في مستوى الإسلام وإنسانيته . لقد كانت تتأسس على موروث فطري عربي ممزوج ببعض ما فهمه عمر من الإسلام كان يرى الخلافة بمعنى التابع والمتبوع . وإن الخليفة هو القائد الذي تسير خلفه قطعان من الخرفان ، لا حق لها في المشاركة . وقف عمر بن الخطاب بعد وفاة أبي بكر ، فقال إنما مثل العرب مثل جمل آنف أتبع قائده فلينتظر قائده حيث يقوده . وأما أنا فورب الكعبة لأحملنكم على الطريق ! ) [76] إنه يقسم برب الكعبة إنه سيحملهم على الطريق . تلك التي كما يراها هو . وكثيرا ما رأى الحق ، فكان باطلا . وما وسعه إلا أن يقول كلمات نظير : ( كل الناس أفقه منك يا عمر ) . أو ( لولا علي لهلك عمر ) ! وما أشبه ذلك من أمثلة . وفي تاريخ الخلفاء ، ذكر ابن قتيبة : ( فخرج عمر بالكتاب وأعلمهم : فقالوا : سمعا وطاعة . فقال له رجل : ما في الكتاب يا أبا جعفر ؟ قال : لا أدري ، ولكني أول من سمع وأطاع قال : لكني والله أدري ما فيه : أمرته عام أول . وأمرك العام ) [77] . وهكذا كانت الوقائع التي أكدها التاريخ . تثبت بالبراهين المحرقة ، إن عمر ابن الخطاب . فرض على المسلمين بالاستبداد . ولو خيروا يومها لاجتمعت
[75] - ابن الأثير ( ج 2 ص 426 ) دار صادر بيروت . [76] - تاريخ بن الأثير ( ص 427 ج 2 ) . [77] - تاريخ الخلفاء ( ص 20 ) .
159
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 159