نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 107
البيهقي في ( دلائل النبوة ) عن عدوة قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله قافلا من تبوك إلى المدينة ، حتى إذا كان ببعض الطريق مكر به ناس من أصحابه فتآمروا أن يطرحوا من عقبه في الطريق وأرادوا أن يسلكوها معه ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله خبرهم فقال ، من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع لكم فأخذ النبي صلى الله عليه وآله العقبة وأخذ الناس بطن الوادي إلا النفر أرادوا المكر به استعدوا وتلثموا وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر ، فمشيا وأمر عمارا أن يأخذ بزمام الناقة وأمر حذيفة بسوقها بينما هم يسيرون إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم قد غشوه ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وأمر حذيفة أن يراهم ، فرجع ومعه محجن فاستقبل وجوه رواحلهم وضربها ضربا بالمجن وأبصر القوم وهم متلثمون فأرعبهم الله حين أبصروا حذيفة وظنوا أن مكرهم قد ظهر فأسرعوا حتى خالطوا الناس وأقبل حذيفة ، حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت يا عمار ، فاسرعوا وخرجوا من العقبة ينتظرون الناس فقال النبي صلى الله عليه وآله يا حذيفة هل عرفت من هؤلاء الرهط أحدا ، فقال حذيفة عرفت راحلة . فلان وفلان ، وكانت ظلمة الليل قد غشيتهم وهم متلثمون ، فقال عليه السلام ، هل علمتم شأن الركب وما أرادوا . قالوا لا يا رسول الله ، قال : فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا اظلمت لي العقبة طرحوني منها ، قالوا أفلا تأمر بهم يا رسول الله إذا جاءك الناس تضرب أعناقهم ، قال أكره أن تتحدث الناس وتقول إن محمدا قد وضع يده في أصحابه فسماهم لهما ثم قال اكتماهم ) . هكذا ، إذن كان واقع المجتمع الإسلامي ، بعيد الفتح . حيث تبنت طبقة المشركين ، خيار ( النفاق ) والعمل في الظل . وتأسيس كيانها القوي داخل مجتمع الرسول صلى الله عليه وآله والتخطيط للمستقبل على المدى البعيد . وكان بنو أمية بزعامة ( أبي سفيان ) هم المناوئين الأوائل لحركة ( النبوة ) وعند الفتح ، كانوا من الذين عفى عنهم الرسول صلى الله عليه وآله فسموا بالطلقاء حيث ذكر اليعقوبي : ( ثم قال : ما تظنون وما أنتم قائلون ؟ قال سهيل : نظن خيرا ونقول خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم . وقد ظفرت . قال : فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف : لا تثريب عليكم اليوم ، ثم قال : ألا لبئس جيران كنتم فاذهبوا ، فاذهبوا فأنتم
107
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 107