نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 105
النضير ، وبنو قينقاع . وحيث إن الوضع التجزيئي الغالب على المجتمع العربي يومها ، اقتضى أن ينقسم إلى جبهتين متصارعتين على مدى السنين ، هما الأوس ، والخزرج . كانت هذه الفرق اليهودية تتمركز تكتيكيا ضمن الجبهتين . فبنو قينقاع وبنو النضير حلفاء الخزرج ، وبنو قريظة حلفاء الأوس . وعندما يقع القتال بين الفريقين ، تجد كل فرقة من هؤلاء تقاتل إلى جنب حليفتها وبالنتيجة ، يتم قتل اليهودي من قبل اليهودي . وكان قتل اليهودي لليهودي محرما في ميثاقهم . ثم لما تنتهي الحرب وتهدأ حدتها ، ينظر اليهودي من كل الفرق إلى أخيه اليهودي الأسير في معسكره ، فيلجأ إلى فديه ، وذلك استجابة لنداء التوراة ولهذا عقب القرآن : ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) ( البقرة آية 86 ) ولقد أغرق اليهود العرب بالأساطير والخرافات . فنتج عن ذلك واقع مجتمعي مستلب . يعيش على سبيل الكهانة والسحر والخرافة . حيث انشلت إمكانياته على الترقي . فراح نحو الأقوال ، واقترب من الغناء . وكان اليهود يمعنون في واقع التجزئة ويكرسون حالة التمزق القبلي لأنهم بذلك يحققون فرصتهم للبقاء والسيادة . وغالبا ما كانوا يصنعون الحروب الطوال بن القبيلة والأخرى ، فيما لو أحسوا بخطر هذه القبيلة أو تلك . وكان للعاملين القبلي والتجاري ، دورهما في توجيه المجتمع العربي وبقي هذا هو السبب المانع لهم من السماع إلى دعوة الرسول ، بمكة . فمن جهة رفضوا ميزة ( النبوة ) في محمد صلى الله عليه وآله لا لأنه الشخص المحترم ، والأمين و . . ولكن لأنه ينتسب إلى عشيرة بني هاشم ، العريقة بنبالتها ، ومقامها في أرض الجريرة العربية . فأبوا عليها أن تجتمع لها كل الامتيازات التي ترفعها درجات ، حيث يتعسر على القبائل الأخرى . أن تكون الرفادة والسقاية ، ثم النبوة في بني هاشم ، لذلك كانوا يبرزون وجهة نظرهم القبلية . مجددين بها ( طبيعة ) النبوة . ويدلنا على ذلك ما عاناه الرسول صلى الله عليه وآله في دعوته . فيروي بن هشام في السيرة ، أن النبي صلى الله عليه وآله عرض نفسه على بني عامر بن صعصعة وشرح لهم دعوته ، وأجابه رجل منهم ، قائلا : ( أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك ، أيكون
105
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 105