responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 104


وبينما استولى الفرس على الشرق [1] ، كان النفوذ الروماني في الشمال من الجزيرة العربية . وضمن هذا التمزق ، بين إمبراطوريتين عظيمتين . كانت هنالك تشكيلة لاهوتية تتحرك في الداخل . وتؤسس لها كيانها الخاص في مجتمع الجزيرة ، وتطمح إلى بناء مستقبلها البعيد ، بنفس هادئ ، ومخطط بعيد المدى ، وكانت تلك هي المجموعة اليهودية التي انتشرت في ربوع الجزيرة العربية ، وسيطرت على جزء من الاقتصاد فيها . مما خولها القدرة على السيطرة على القرار السياسي أحيانا .
وهذه الفئة بعكس النصارى [2] لم تكن لها جهة تسندها ، ولا قوة تدعمها سوى الاعتماد على قدراتها الذاتية . وبالتالي استطاعت الفئة اليهودية كسب نفوذها في قلب الجزيرة ، من خلال ممارستها لسلطتين ؟ .
الأولى : - سلطة لاهوتية ، بحيث احتكر اليهود ، وخصوصا في المدينة ، الخطاب الديني - المغلق - .
ثانيا : - سلطة اقتصادية ، من خلال السيطرة اليهودية على الانتاج الزراعي .
هاتان السلطتان منحتا فرصة لليهود ، للسيطرة على جزء من المجتمع العربي ، وأحيانا توجيهه ، مستغلة بذلك وضع ( التجزئة ) العربية ، والتفكك القبلي السائد . وكان من سلوكهم المزدوج ، تجاه القضايا العربية يومها ، ما تعرض له القرآن : ( ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم ، وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظهرون عليهم بالإثم والعدوان ، وأن يأتوكم أسارى تفادوهم ، وهو محرم عليكم إخراجهم . أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) ( البقرة آية 85 ) وملخص الحالة إن اليهود في المدينة كانوا ثلاث فرق هم : بنو قريضة ، بنو



[1] عندما جاء الإسلام كان المنذر بن ساوى العبدي ، واليا على منطقة البحرين في شرق الجزيرة من أبناء المنطقة ، من قبل الفرس ، وفي فترة قبل ذلك حكم الفرس اليمن ، غير أنهم خرجوا منها بعد مجئ الأحباش المدعومين من الرومان . ثم ما لبثت المنطقة إن استقلت بعد ثورة ( سيف بن ذي يزن ) ! .
[2] - كان ذراع النصارى في الجزيرة العربية ، هم الرومان .

104

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست