صلى الله عليه وآله وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أين يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل والاعتراف ، ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم [1] . - وأخرج الإمام مسلم في صحيحه [2] ( في باب لو أن لابن آدم واديين لا متغى ؟ ثالثا ) . قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراءهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها ( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ) . وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ) [3] . وهاتان السورتان المزعومتان اللتان نسيهما أبو موسى الأشعري إحداهما تشبه براءة يعني 129 آية والثانية تشبه إحدى المسبحات يعني عشرون آية . لا وجود لهما إلا في خيال أبي موسى ، فاقرأ واعجب فإني أترك لك الخيار - أيها الباحث المنصف . فإذا كانت كتب أهل السنة والجماعة ومسانيدهم وصحاحهم مشحونة بمثل
[1] صحيح البخاري ج 8 ص 26 ( باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت ) . [2] صحيح مسلم ج 3 ص 100 ( باب لو أن لابن آدم واديان لابتغى ثالثا ) . [3] صحيح مسلم ج 3 ص 100 ( باب لو أن لابن آدم واديان لابتغى ثالثا ) .