أعلم منكم " [1] . وكما قال الإمام علي نفسه : " أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى . . . . إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم " [2] . وقال تعالى : ( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) [3] وهذه الآية أيضا نزلت في أهل البيت ( عليهم السلام ) [4] . وتفيد بأن الأمة لا بد لها بعد فقد نبيها أن ترجع إلى الأئمة من أهل البيت لمعرفة الحقائق ، وقد رجع الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى الإمام علي بن أبي طالب ليبين لهم ما أشكل عليهم ، كما رجع الناس على مر السنين إلى الأئمة من أهل البيت لمعرفة الحلال والحرام ولينهلوا من معارفهم وعلومهم وأخلاقهم . وإذا كان أبو حنيفة يقول : لولا السنتان لهلك النعمان يقصد بذلك العامين الذين قضاهما في التعلم من الإمام جعفر الصادق . وإذا كان الإمام مالك بن أنس يقول : ما رأت عين ، ولا سمعت أذن ، ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلا وعلما وعبادة وورعا [5] .
[1] الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص 148 - الدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 60 . كنز العمال ج 1 ص 168 أسد الغابة في معرفة الصحابة ج 3 ص 137 . [2] نهج البلاغة ج 2 ص 143 شرح محمد عبده الخطبة رقم 143 . [3] سورة النحل آية 43 وسورة الأنبياء آية 7 . [4] تفسير الطبري ج 14 ص 134 تفسير ابن كثير ج 2 ص 570 تفسير القرطبي ج 11 ص 272 شواهد التنزيل للحسكاني ج 1 ص 334 ينابيع المودة إحقاق الحق للتستري ج 3 ص 482 . [5] كتاب مناقب آل أبي طالب في أحوال الإمام الصادق .