responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لأكون مع الصادقين نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 142


فما أوضحه من بيان ، وما قرأت في الموضوع كلاما أبلغ منه وبرهانا أدل على الحقيقة منه ، فالمسلم يقتنع بأن أعماله هي من محض إرادته واختياره ، لأن الله سبحانه أمرنا ولكنه ترك لنا حرية الاختيار وهو قول للإمام " إن الله أمر عباده تخييرا " .
كما أنه سبحانه نهانا وحذرنا عقاب مخالفته فدل كلامه على أن للإنسان حرية التصرف وبإمكانه أن يخالف أوامر الله ، وفي هذه الحالة يستوجب العقاب ، وهو قول الإمام " ونهاهم تحذيرا " .
وزاد الإمام علي ( عليه السلام ) توضيحا للمسألة فقال : بأن الله سبحانه لم يعص مغلوبا ، ومعنى ذلك بأن الله لو أراد جبر عباده وإرغامهم على شئ ، لم يكن بمقدورهم جميعا أن يغلبوه على أمره فدل ذلك على أنه ترك لهم حرية الاختيار في الطاعة والمعصية وهو مصداق لقوله تعالى ( قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) [1] .
ثم بعد ذلك يخاطب الإمام علي ضمير الإنسان ليصل إلى أعماق وجدانه فيأتي بالدليل القاطع على أنه لو كان الإنسان مجبورا على أفعاله ، كما يعتقده البعض لكان إرسال الأنبياء وإنزال الكتب ضربا من اللعب والعبث الذي يتنزه الله جل جلاله عنه ، لأن دور الأنبياء سلام الله عليهم أجمعين وإنزال الكتب هو لإصلاح الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور وإعطائهم العلاج النافع لأمراضهم النفسية ، وتوضيح الطريقة المثلى للحياة السعيدة قال تعالى : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) [2] .
ويختم الإمام علي بيانه بأن الاعتقاد بالجبر هو نفس الاعتقاد ( يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ) ، وهو كفر توعد الله القائلين به بالنار -



[1] سورة الكهف آية 29 .
[2] سورة الإسراء آية 9 .

142

نام کتاب : لأكون مع الصادقين نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست