حيث قال : فقاموا إلا ثلاثة لم يقوموا فأصابتهم دعوته . وتجدر الإشارة هنا بأن نذكر هؤلاء الثلاثة الذين ذكرهم الإمام أحمد برواية البلاذري [1] قال بعدها أورد مناشدة الإمام علي للشهادة ، وكان تحت المنبر أنس بن مالك والبراء بن عازب ، وجوير بن عبد الله البجلي ، فأعادها فلم يجبه منهم أحد فقال : اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها . قال : فبرص أنس بن مالك ، وعمي البراء بن عازب ، ورجع جرير أعرابيا بعد هجرته فأتى الشراة فمات في بيت أمه . وهذه القصة مشهورة تناقلها جمع كبير من المؤرخين [2] . ( فاعتبروا يا أولي الألباب ) والمتتبع يعرف من خلال هذه الحادثة [3] التي أحياها الإمام علي بعد مرور ربع قرن عليها وبعدما كادت تنسى يعرف ما هي قيمة الإمام علي وعظمته ومدى علو همته وصفاء نفسه ، وهو في حين أعطى للصبر أكثر من حقه ، ونصح لأبي بكر وعمر وعثمان ما علم أن في نصحهم مصلحة الإسلام والمسلمين ، كان مع ذلك يحمل في جنباته حادثة الغدير بكل معانيها وهي حاضرة في ضميره في كل لحظات حياته فما إن وجد فرصة سانحة لبعثها وإحيائها من جديد حتى حمل غيره
[1] أنساب الأشراف للبلاذري في جزئه الأول و ج 2 ص 152 . [2] تاريخ ابن عساكر المسمى بتاريخ دمشق ج 2 ص 7 و ج 3 ص 150 . * شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد تحقيق محمد أبو الفضل ج 19 ص 217 . * عبقات الأنوار ج 2 ص 309 . * مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 23 . * السيرة الحلبية ج 3 ص 337 . [3] وهو مناشدة الإمام علي يوم الرحبة الصحابة ليشهدوا بحديث الغدير وقد روى هذه الحادثة جمع غفير من المحدثين والمؤرخين سبق الإشارة إليهم أمثال : أحمد بن حنبل وابن عساكر . وابن أبي الحديد وغيرهم .