نام کتاب : قراءة في مسار الأموي نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 11
عفان وبشكل لم يسبق لم مثيل . 4 - التسلل إلى السلطة : لقد كان في تسلم معاوية لولاية الشام ، وهي من أهم الولايات في الدولة الإسلامية ، فرصة كبيرة للحزب الأموي لأن يركز وجوده ، ويبث أفكاره وآراءه ، وأن يبني له قوة عسكرية وقاعدة وأنصارا تناسب المرحلة الجديدة ، فالشام بعيدة عن مركز الخلافة ، وحديثة عهد بالإسلام فلم يطلع أهلها على مرحلة النبوة ، ولا على بناة الإسلام والسابقين من الصحابة ، كعلي وأبي ذر وعمار وغيرهم ، كما كانت بلدا غنيا مكتفيا بموارده ، فاستغل معاوية كل ذلك لتنفيذ المخطط والأهداف . وحين ولي الخلافة عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس استغل الحزب الأموي ذلك ، فتسللوا إلى أجهزة الدولة بتعيينه إياهم ولاة وأمراء وقادة جيوش ومتنفذين ، ومن خلال ما أعاده لهم من اعتبار ، وما آثرهم به من بيت المال على بقية المسلمين ، تحول الأمويون إلى حزب حاكم وطبقة رأسمالية مستغلة مستبدة ، بعد أن كانوا فئة منبوذة تحمل راية الحرب ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان صلى الله عليه وآله يلعن بعض قادتهم ويطرد بعضهم الآخر وينفيه من المدينة ، كالحكم بن أبي العاص ، كان الرسول يفعل ذلك ، ويقول : " لكل أمة آفة ، وآفة هذه الأمة بنو أمية " . وسنجد في دراسة العلامة الأميني رضي الله عنه لسياسة عثمان ، وإعادته للاعتبار الأموي توثيقا كافيا لإيضاح التسلل الأموي إلى أجهزة
11
نام کتاب : قراءة في مسار الأموي نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 11