نام کتاب : فرق أهل السنة جماعات الماضي وجماعات الحاضر نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 88
هل هذا يعنى أن الصحابة جميعهم كانوا على مستوى القدرة ؟ وإذا كان أهل السنة يعرفون الصحابي هو من لقى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مؤمناً به ومات على الإسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت ، ومن روى عنه أو لم يرو ، ومن غزا معه أو لم يغز ، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ومن لم يره لعرض كالعمى ومنهم الجن . ( 36 ) وعلى ضوء هذا التعريف الذي هو محل إجماعهم يستوي الصحابي الذي أسلم قبل الفتح وقاتل مع الذي أسلم بعد الفتح ولم يقاتل . والذي هاجر وبذل وأعطى مع الذي رأى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولو لساعة مجرد رؤية دون أن ينجز شيئاً لهذا الدين . والذي تابع النبي من بداية بعثته وحتى مماته مع الذي سلم على الرسول مرة أن هذه التعميم هو قمة التضليل والتعتيم في آن واحد . والتعتيم على النماذج النقية الراقية من الصحابة أصحاب الدور الجهادي والعلمي الذين قصدهم الرسول وجعلهم القدوة لأمته من بعده . وهل يعنى هذا التعريف للصحابي الذي يعتقده أهل السنة أن ما كان عليه الرسول وأصحابه يشمل الذين رأوه وسلموا عليه وولدا في حياته ؟ لقد فات أهل السنة أن يدركوا أن مجتمع الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يكن مجتمعاً ملائكياً ، ولم يكن هدف الرسالات السماوية تحويل الناس إلى ملائكة وهذا أمر لم يتحقق في حياة الرسل ومحمد خاصة فكيف يتحقق بعد وفاته ؟
88
نام کتاب : فرق أهل السنة جماعات الماضي وجماعات الحاضر نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 88