responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 32


فلنستمع إلى باب مدينة العلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يشرح للناس هذا الاعتقاد الذي بقي لغزا عند بعض المسلمين الذين تركوا الباب يقول عليه السلام ( لما سأله أحد أصحابه : أكان مسيرنا إلى الشام بقضاء من الله وقدره ؟ ) :
ويحك لعلك ظننت قضاء لازما وقدرا حاتما ، ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ، وسقط الوعد والوعيد . إن الله سبحانه أمر عباده تخييرا ، ونهاهم تحذيرا ، وكلف يسيرا ولم يكلف عسيرا ، وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يعص مغلوبا ، ولم يطع مكرها ، ولم يرسل الأنبياء لعبا ، ولم ينزل الكتب للعباد عبثا ، ولا خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار [1] . صدق الإمام عليه السلام فويل للذين ينسبون العبث والظلم لله من عذاب أليم .
والجدير بالذكر والحق يقال بأن أهل السنة والجماعة ينزهون الله عن العبث والظلم فإذا ما سألت أحدهم فسوف لن ينسب الظلم لجلال الله سبحانه ، ولكنه سوف يجد نفسه متحرجا لرفض أحاديث أخرجها البخاري ومسلم ويعتقد ضمنيا أنها صحيحة ، ولذلك تراه عندما تجادله بالمنطق المعقول ، يدعي بأن ذلك لا يسمى ظلما عند الله إذ أنه الخالق ، وللخالق أن يفعل في مخلوقاته ما يشاء ! فهو لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وعندما تسأله : كيف يحكم الله على عبد بالنار قبل خلقه لأنه كتب عليه الشقاء ، ويحكم على آخر بالجنة قبل خلقه لأنه كتب عليه السعادة ؟ أليس في ذلك ظلم للاثنين ؟ لأن الذي يدخل الجنة لا يدخلها بعمله وإنما باختيار الله له ، وكذلك الذي يدخل النار لا يدخلها بما اقترفه من ذنوبه وإنما بما قدره الله عليه . أليس في ذلك ظلم ، وهو يناقض القرآن ؟ فسيجيبك بأن الله فعال لما يريد . فلا تفهم من موقفه المتناقض شيئا ، وهذا بديهي إذا أنه ينزل



[1] نهج البلاغة شرح محمد عبدة : 673 - 674 من الجزء الرابع .

32

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست