وأبعاده عن الخلافة - ومن ظلم ابنته الزهراء وتهديدها بالحرق ، وغصب حقها من النحلة والإرث والخمس ، ومن مخالفة وصايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبديل الأحكام التشريعية وحرق السنة النبوية وضرب الحصار عليها ، ومن أذيته صلى الله عليه وآله وسلم في لعن وقتل أهل بيته وإبعادهم وتشريدهم وإعطاء السلطة إلى المنافقين والفاسقين من أعداء الله ورسوله . نعم كل ذلك وغيره كثير مما أحدثوه من بعده وبقي مجهولا عند عامة الناس الذين ما عرفوا من الحقائق إلا ما أملته عليهم مدرسة الخلفاء . التي تفننت في تبديل أحكام الله ورسوله باجتهادات شخصية سميت البدع الحسنة . وبهذه المناسبة نقول لأهل السنة : لا تغتروا يا إخوتنا بالصحبة والصحابة فها هو البراء بن عازب من الرعيل الأول ، الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة يقول لابن أخيه بلسان الحال : لا تغرنك صحبتي ولا بيعتي تحت الشجرة فإنك لا تدري ما أحدثت بعده وقد قال تعالى : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه [ الفتح : 10 ] . وكم كان عدد الصحابة الناكثين كبيرا حتى عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لابن عمه علي أن يقاتلهم ، كما جاء ذلك في كتب التاريخ . وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الأول والثالث في باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة من كتاب الجمعة . عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : أقبلت عير من الشام تحمل طعاما ونحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الجمعة ، فانفض الناس ، إلا اثني عشر رجلا ، فنزلت هذا الآية ، وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما ( صحيح البخاري : 1 / 225 و 3 / 6 و 7 ) . * وهذا نمط آخر من الصحابة المنافقين الذين لا يتورعون ولا يخشعون ، بل ويفرون من صلاة الجمعة ليتفرجوا على العير والتجارة