نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 96
الذين نالوا عزّاً وشرفاً بين كلّ القبائل العربية لوجود النبي منهم ، وخصوصاً إذا عرفنا أنّ أُمية كان ينافس أخاه هاشماً ويحسده ، ويعمل كلّ ما في وسعه للقضاء عليه . زد على ذلك بأنّ عليّاً هو سيّد بني هاشم بعد الرسول من غير منازع ، وقد عرف الخاص والعام بغض معاوية لعلي ، والحروب التي شنّها ضدّه لانتزاع الخلافة منه ، وبعد مقتله أولغ في سبّه ولعنه على المنابر ، فالحطّ من شخصية الرسول بالنسبة لمعاوية هو تحطيم شخصية علي ، كما أن سبّ ولعن علي هو في الحقيقة موجّهٌ لرسول الله . السبب الثاني : إنّ في الحطّ من قيمة رسول الله فيه تبرير لما يقوم به حكّام بني أُمية من أعمال مخزيّة ، وقبائح شنيعة سجّلها لهم التاريخ ، فإذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - كما يصوّره بني أُمية - يميل مع هواه ويحبّ النّساء إلى درجة أنّه ينسى واجباته ، ويميل إلى إحداهن إلى درجة أنّه لا يعدل بينهن حتى يبعثن له يطالبنه بالعدل ( 1 ) ، فلا لوم بعد ذلك على البشر العاديين أمثال معاوية ويزيد وأضرابهم . وتكمن الخطورة في السبب الثاني في أنّ الأمويين اختلقوا روايات وأحاديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أصبحت أحكاماً يُعمل بها في الإسلام ، والمسلمون يأخذونها مُسلّمة على أنّها من أقوال وأفعال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فتصبح عندهم سنّة نبويّة . وأضرب لذلك بعض الأمثلة من الأحاديث المخزية التي وُضعت للنيل
1 - صحيح مسلم 4 : 1507 كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عائشة .
96
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 96