نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 80
آخرتهم بدنياهم وألبسوا الحقّ بالباطل وهم يعلمون ، وبقي أغلب المسلمين ضحية هذا الدسّ والتزوير ، ولو علم هؤلاء الضحايا الحقيقة ، لما ذكروا أبا سفيان ومعاوية ويزيد إلاّ باللّعن والبراءة . [ إذا ما عرفنا كلّ ذلك عرفنا منزلة هؤلاء ، وعرفنا أنّهم لا يستحقّون إلاّ الذمّ والتبرّي منهم ومن أعمالهم ، لا اتّباعهم وتبرير أفعالهم ] ( 1 ) . ولكن الذي يهمّنا في هذا البحث الوجيز هو التوصّل إلى مدى تأثير هؤلاء وأشياعهم وأتباعُهم الذين حكموا المسلمين طيلة مائة عام ، ولمّا يزل في خطواته الأولى . ولا شكّ في أنّ تأثير هؤلاء المنافقين كان كبيراً على المسلمين ، فغيّر عقيدتهم ، وغيّر سلوكهم ، وأخلاقهم ، ومعاملاتهم ، وحتى عباداتهم ، وإلاّ كيف يمكن لنا تفسير قعود الأُمة عن نصرة الحقّ وخذلان أولياء الله والوقوف مع أعداء الله ، ورسوله ؟ ! وكيف يمكن لنا أن نفسِّر وصول معاوية الطّليق ابن الطّليق واللّعين ابن اللّعين إلى الخلافة التي تمثّل مرتبة وخلافة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! وفي الوقت الذي يموّه علينا المؤرّخون بأنّ النّاس كانوا يقولون لعمر بن الخطاب : " لو رأينا فيك إعوجاجاً لقوّمناك بسيوفنا " نراهم يتحدّثون عن معاوية وهو يعتلي منصّة الخلافة بالقهر والقوة ، وأوّل خطبة يقولها في جميع الصّحابة : " إنّي ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولكن لأتأمّر عليكم ، وها أنا ذا أميرٌ
1 - أضيفت لعدم استقامة الجملة بدونها .
80
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 80