responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 70


الرسالة ، فهي لا تبعد عن عقيدة أبيه ، وقد رضعها من حليب أُمّه آكلة الأكباد ، والمشهورة بالعهر والفجور ( 1 ) ، كما ورثها عن أبيه شيخ المنافقين


1 - قال الزمخشري في ربيع الأبرار 3 : 551 باب القرابات والنسب : " وكان معاوية يُعزى إلى أربعة . . . " ، وقال السبط ابن الجوزي في التذكرة : 202 : " إنّ معاوية كان يقال : إنّه من أربعة من قريش . . . " ، وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1 : 111 : " كانت هند تُذكر في مكة بفجور وعهر " . ومن هذا يتضح أنّ المؤلف لم يرمِ هند أُمّ معاوية زوراً وبهتاناً ، وإنمّا ذكر هذا الكلام ولديه دليله ، وهو ما ذكرته المصادر السنيّة المتقدّمة ، وسيرة هند معلومة لكلّ مسلم ، بل هي نارٌ على منار ، فهي التي لاكت كبد حمزة عمّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدما استشهد في معركة أُحد ، ولقّبت بآكلة الأكباد لأجل ذلك ، وبقي هذا اللقب يطاردها في كلّ مكان ، وهي التي ولدت معاوية الذي قاتل علياً ( عليه السلام ) وسبّه على منابر المسلمين ، وهو والد يزيد الذي قتل ريحانة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، فالمدافع عنهم ما هو إلاّ مكمل لذلك الخطّ الأموي المعروف بالنصب والعداء والمعلوم لكلّ أحد حتى عند ابن تيمية المتعصّب ، ومن هذا تعرف أنّ ما ذكره عثمان الخميس في كشف الجاني : 129 ناشي من الجهل وعدم المعرفة بحال المسلمين وما دوّنوه في مصادرهم ، أو من التعصب الأعمى ! وقد ذكر هناك عدّة افتراءات على الشيعة كذباً وزوراً ، وهي مأخوذة من المصادر السنيّة وإليك بيانها ; فقد ذكر هناك عدة نقاط فقال : 1 - " يروون عن علي بن أبي طالب أنّه كان ينام مع عائشة في فراش واحد " . وهذا افتراء وبهتان تبرّأ منه الشيعة ، ويعجز عثمان وغيره عن إثبات ذلك ، بل الشيعة تنزّه علي بن أبي طالب وتنزّه عائشة من ذلك ، وهم أكثر من غيرهم دفاعاً عن أعراض الأنبياء ( عليهم السلام ) ، وأنّ الذي رمى عائشة بالافك ما هم إلاّ الصحابة الذين يدافع عنهم عثمان وأمثاله ، ومن أُولئك الصحابة : حسان بن ثابت فقد رمى عائشة بالافك وكانت تقرأ عليه قوله تعالى : ( اُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أليم ) ، وقوله تعالى : ( وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عظيم ) ، وتعني العمى الذي أصابه . راجع سير أعلام النبلاء 2 : 512 - 517 ، ترجمة 106 . مسطح بن أثاثة ، حيث شارك في قصة الافك ، وكان أبو بكر ينفق عليه وقطع النفقة بعد الحادثة . . وقد ذكر ذلك البخاري في صحيحه 3 : 157 كتاب الشهادات ، حديث الافك . راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 1 : 187 ، ترجمة 20 . بل إنّ أهل السنّة هم الّذين رووا في كتبهم ما يدلّ على الطعن بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وزوجاته ، فقد رووا عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : " أرسلني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غداة باردة ، فأتيته وهو مع بعض نسائه في لحافه ، فأدخلني في اللحاف ، فصرنا ثلاثة " مستدرك الحاكم 3 : 410 ، وصحّحه ، ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك ، السنة لابن أبي عاصم 2 : 597 . ومع ذلك يحكم عثمان وأمثاله بعدالة هؤلاء ، ويرمي الشيعة بتهم رخيصة تبرأ منها براءة أخي يوسف من السرقة . 2 - " يروون أنّ عمر بن الخطاب كان مصاباً بداء في دبره . . . " ونسب ذلك إلى كتاب " الأنوار النعمانية " . وهذا جهل من عثمان الخميس وتدليس على القارئ ; لأنّ صاحب " الأنوار النعمانية " نقل هذا الكلام عن مصدر سنّي إذ قال : ( وأمّا أفعاله - يعني عمر - الجميلة فقد نقل منها متابعوه ما لم ينقله أعداؤه ، منها ما نقله صاحب الاستيعاب . . . ومنها : ما قاله المحقّق جلال الدين السيوطي في حواشي القاموس عند تصحيح لغة ( الأبْنَة ) ، وقال هناك : " وكانت في جماعة في الجاهلية ، أحدهم سيّدنا عمر " . وأقبح منه ما قاله الفاضل وابن الأثير ، وهما من أجلاّء علمائهم قال : " زعمت الروافض أنّ سيّدنا عمر كان مخنّثاً ، ولكن كان به داء دواؤه ماء الرجال " . وغير ذلك ممّا يستقبح نقله ، وقد قصّروا في إضاعة مثل هذا السرّ المكنون المخزون ، ولم أرَ في كتب الرافضة مثل هذا . . وقد نقلت أهل السنّة ها هنا عن إمامهم ما هو أقبح من هذا ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم " الأنوار النعمانية 1 : 63 . 3 - " كان عثمان ممّن يلعب به . . . " ، وهذا من خيانة النقل والتقول على الآخرين بما لم يذكروه ، فإنّ المؤلّف نقل هذا الكلام عن الكلبي في كتابه مثالب العرب ، فذكر فيه مثالب قريش ومنهم عثمان ( الصراط المستقيم 2 : 334 ) . ومسألة اللعب بعثمان لا كما فهمه عثمان الخميس حيث فسّر اللعب بما ذكره الطبري في تاريخه : " قال علي : عياذ الله يا للمسلمين اني قعدت في بيتي قال لي عثمان : ( تركتني وقرابتي وحقي ) ، وأنّي إن تكلّمت فجاء ما يريد يلعب به مروان ، فصار سيّقه له يسوقه حيث شاء بعد كبر سنه . . " تاريخ الطبري 3 : 390 . فاللعب به : يعني عليه فيما يصدره ويفعله في خلافته من أوامر وأحكام وتصرّفات . وأمّا لفظ ( المخنث ) فلم يذكر في مصدر شيعي أو سنّي وهو من افتراءات عثمان الخميس وتقولاته الفاسدة . وهذه الأُمور التي ذكرها عثمان والأُمور الأُخرى كلّها لا تؤمن بها الشيعة ولا تعتقد ، بها ، بل هي تنزّه ألسنتها عن نسبة التهم بالفحشاء إلى الآخرين ، مضافاً إلى أنّ ما ذكره من أمثلة كلّها واردة في كتب لا تعتّد الشيعة بمؤلّفيها أو بالكتاب الذي نقل هذه المسائل عن مصادر أهل السنّة . وأمّا هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان فقد ذكرنا المصادر السنّية التي ذكرت هذا الأمر في حقّها ، وأمّا كلامها التي ردّت فيه على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقولها : ( أو تزني الحرّة ) ، فهذا لا يدلّ على عدم ركوبها لهذا الفعل ، إذ كيف يستدلّ بكلامها على نفي الفعل عنها ؟ إذ من الواضح أنّ الإنسان لا يفشي سرّه ولا يبيّنه للآخرين ، وهل يطلب عثمان الخميس من هند أن تقرّ بالزنا وتعترف به أمام الناس ؟ ! .

70

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست