نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 69
فطرده ، وبقي يعيش حاقداً على الإسلام والمسلمين طيلة حياته حتى آلت الخلافة إلى ابن عمّه عثمان ، عند ذلك أظهر ما في نفسه من كفر ونفاق ، فقال : " تلقّفوها تلقّف الكرة يا بني أُمية ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ليس هناك جنّة ولا نار " ( 1 ) . وأخرج ابن عساكر في تاريخه من الجزء السادس في صفحة 407 عن أنس : أنّ أبا سفيان دخل على عثمان بعدما عمي فقال : هل هنا أحد ؟ فقالوا : لا . فقال : اللّهم اجعل الأمر أمر جاهلية ، والملك ملك غاصبية ، واجعل أوتاد الأرض لبني أميّة ( 2 ) . وأما ابنهُ معاوية وما أدراك ما معاوية ، فحدّث ولا حرج ، وما فعله بأُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طيلة ولايته في الشّام ، ثمّ بعد تسلّطه على الخلافة بالقهر والقوة ، وما ذكره المؤرّخون من هتكه للقرآن والسنّة ، وتعدّيه كلّ الحدود التي رسمتها الشريعة ، والأعمال التي يتنزّه القلم عن كتابتها ، واللّسان عن ذكرها لقُبحها وفحشها ، وقد ضربنا عنها صفحاً مُراعاةً لعواطف إخواننا من أهل السنّة والجماعة ، والذين أشربوا في قلوبهم حبّ معاوية والدفاع عنه . ولكن لا يفوتنا أن نذكر هنا نفسيات الرجل ، وعقيدته في صاحب
1 - تاريخ الطبري 8 : 185 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9 : 53 . 2 - تاريخ دمشق 23 : 471 ، وفي كتاب النزاع والتخاصم للمقريزي : 31 قال : " إنّ أبا سفيان دخل على عثمان رضي الله عنه حين صارت الخلافة إليه فقال : قد صارت إليك بعد تيم وعدي فأدرها كالكرة ، واجعل أوتادها بني أُمية ، فإنّما هو الملك ، ولا أدري ما جنّة ولا نار " .
69
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 69