نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 54
بتلك الأحاديث ، وخصوصاً منها المتناقض مع كتاب الله . ولأنّ القرآن الكريم تكفّل الله بحفظه ، ولأنّه كان محفوظاً عند الصّحابة ، وكانوا يعرضونه على النّبي ، لذلك لم يتمكّنوا من تحريفه وتبديله ، فعمدوا إلى السنّة المطهّرة فوضعوا ما شاؤوا لمن شاؤوا . وبما أنّهم كانوا أعداءً لأهل البيت حفظة القرآن والسنّة اختلقوا لكلّ حادثة حديث نسبوه للنّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وموّهوا على المسلمين بأنّ هذه الأحاديث هي أصحّ من غيرها ، فقبلها النّاس على حسن نيّة ، وهم يتداولونها بالوراثة جيلا بعد جيل . وللإنصاف أقول بأنّ الشيعة هم الآخرون ضحية الدس والتمويه في كثير من الأحاديث التي تُنسب للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو لأحد الأئمة الأطهار سلام الله عليهم ، فهذا الدس والتمويه لم يسلم منه المسلمون سنّة وشيعة على مرّ التاريخ ، ولكن الشيعة يمتازون على أهل السنّة والجماعة بثلاثة أشياء ميّزتهم على غيرهم من الفرق الإسلامية الأُخرى ، وأبرزتْ عقائدهم سليمة ومتّفقة مع القرآن والسنّة والعقل ، وهذه الأشياء الثلاثة هي : أوّلا : انقطاعهم لأهل البيت النّبوي ، فهم لا يقدّمون عليهم أحداً ، وكلّنا يعلم من هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . ثانياً : عدد أئمة أهل البيت ، وهو اثني عشر إماماً ، امتدتْ حياتهم وآثارهم طوال ثلاثة قرون ، وقد وافق بعضهم بعضاً في كل الأحكام والأحاديث ، ولم يختلفوا في شيء ، ممّا جعل شيعتهم وأتباعهم متعلّمين في كلّ مجالات العلم والمعرفة بوضوح وبدون تناقض في العقائد أو في غيرها .
54
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 54