نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 52
فإذا كانت هذه الروايات التي أخرجها البخاري ومسلم ، والتي تقول بانّ الله كتب على عباده أعمالهم قبل أن يخلُقهم ، وحكم على البعض منهم بالجنّة وعلى البعض بالنّار - كما قدّمنا سابقاً - وكما يؤمنُ بذلك أهل السنّة والجماعة ، أقول : إن كان هذا صحيح ، فإن إرسال الرّسل وانزال الكتب يصبح ضرباً من العبث ! تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ، وما قدروا الله حق قدره ، فما يكون لنا أن نتكلّم بهذا ، سبحانك هذا بهتان عظيم . * ( تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ ) * ( 1 ) . والجواب على هذا عند أئمة الهدى ، ومصابيح الدُّجى ، ومنار الأمّة ، هو تنزيه الله سبحانه عن الظلم والعبث ، فلنستمع إلى باب مدينة العلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وهو يشرح للنّاس هذا الاعتقاد الذي بقي لغزاً عند بعض المسلمين الذين تركوا الباب ، يقول ( عليه السلام ) لمّا سأله أحد أصحابه : أكان مسيرنا إلى الشّام بقضاء من الله وقدره ؟ " ويحك لعلّك ظنَنْتَ قضاءً لازماً وقدراً حاتماً ، ولو كان كذلك لبطَلَ الثوابُ والعقابُ ، وسقط الوعْدُ والوعيدُ ، إنّ الله سبحانه أمَرَ عبادَهُ تخييراً ، ونهاهُم تحذيراً ، وكلَّف يسيراً ، ولم يُكلّف عسيراً ، وأعْطَى على القَليل كثيراً ، ولم يُعْصَ مغلوباً ، ولم يُطَعْ مُكْرِهاً ، ولم يُرسلِ الأنْبياءَ لَعِباً ، ولم يُنزلِ الكُتبَ للعباد عَبثاً ، ولا خَلَقَ السّماواتِ والأرضَ وما بينَهُما باطلا ، ذلك ظنُّ الذين كَفَروا فويل للّذين كَفروا من النّار " ( 2 ) . صدق الإمام ( عليه السلام ) فويلٌ للذين يُنسبون