نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 442
النحر ببراءة ، وأن لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ! ! وبهذا الأُسلوب قضى البخاري على فضيلة علي بن أبي طالب ، في أنّه هو الذي أَردفه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليبلّغ عنه براءة ، بعدما جاءهُ جبرئيل وأمره عن الله بعزل أبي بكر من تلك المهمة ، وقال له : " لن يؤدي عنك إلاّ أنتَ أو رجلٌ منك " . فصعب على البخاري أن يعزل أبو بكر بوحي من الله تعالى ، ويُقدّم عليّ ابن أبي طالب عليه ، وهذا ما لا يرتضيه البخاري أبداً ، فعمد إلى الرواية فدَلّسها كغيرها من الرّوايات . وكيف لا يتنبّه الباحث لهذا الدّس والتزوير ، وخيانة الأمانة العلمية ، خصوصاً وهو يقرأ أنّ أبا هريرة يقول : بعثني أبو بكر في تلك الحجّة في مؤذّنين بعثهم يوم النحر ! فهل كان أبو بكر هو الذي يُسيّرُ الأُمورَ حتى في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ وكيف أصبح المبعوث هو البَاعث الذي يختارُ مؤذّنينَ من بين الصحابة يا تُرى ؟ وتمعّن في أُسلوب البخاري كيف قلَّب كلّ شيء ، فأصبح علي بن أبي طالب - المبعوث من قبل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأداء تلك المهمّة التي لا يصلح لها سِواهُ - شريكَ النّداء مع أبي هريرة وبقية المؤذّنين ، دون التعرّض لعزل أبي بكر ولا رجوعه يبكي - كما في بعض الروايات - ولا التعرّض إلى قول النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " جاءني جبرئيل فقال : لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجلٌ منك " ؟ ! لأنّ ذلك الحديث هو بمثابة وسام الشّرف الذي قلّده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لابن عمِّه ووصيّه على أُمّته علي بن أبي طالب ، ثمّ هو صريح بأنّ ذلك
442
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 442