نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 438
وهو الذي شيّد أركان الخلافة لأبي بكر ، وحملَ النّاس عليها غصباً وقهراً حتّى هدَّد بحرق بيت الزّهراء ، وهل هناك من ادّعى هذا غيرك يا سيادة العالم الجليل ؟ والمعروف عند العلماء قديماً وحديثاً ( 1 ) بأنّ علىَّ بن أبي طالب هو المرشّح للخلافة من قبل الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن لم يعترفوا بالنصّ عليه ، ويكفيك ما أخرجه البخاري في صحيحه من كتاب الوصايا من جزئه الثالث صفحة 186 ، قال : ذكروا عند عائشة أنَّ عليّاً رضي الله عنهما كان وصيّاً ، فقالت : متى أوصى إليه وقد كنتُ مسندته إلى صدري فدعا بالطسَّتِ ، فلقد انخنث في حجري فما شعرتُ أنّه قد ماتَ ، فمَتى أوصى إليه ؟ ( 2 ) . والبخاري أخرج هذا الحديث لأنّ فيه إنكار الوصيّة من طرف عائشة ، وهذا ما يعجب البخاري ، ولكن نحن نقول : بأنّ الذين ذكروا عند عائشة أنّ
1 - إنّ هذا الأمر كان معلوماً لدى الصحابة فضلا عن العلماء ويدلّ عليه أُمور : منها : ما قاله عليّ ( عليه السلام ) : " قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنا أرى أنّي أحق بهذا الأمر . . . " ( اُسد الغابة 4 : 31 ) ، ومنها : ما قاله العباس لعليّ بعد ما توفّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " يا علي قم حتى أبايعك ومن حضر . . . فقال عليّ : وأحدٌ ؟ يعني يطمع فيها غيرنا . . . " ( الطبقات لابن سعد 2 : 190 ط دار الكتب العلمية ) . فالمسألة إذاً كانت معلومة واضحة لدى الصحابة ولذا تأخّر قوم عن البيعة وذهبوا إلى بيت فاطمة ( عليها السلام ) وليس ذلك إلاّ لاعتقادهم أحقية عليّ ( عليه السلام ) بالأمر دون غيره . 2 - لا بأس بذكر ما أورده الشوكاني في نيل الأوطار 6 : 145 على القرطبي حينما استشهد بكلام عائشة على نفي الوصية ، فقال : " ولا يخفى أنّ نفي عائشة للوصية حال الموت لا يستلزم نفيها في جميع الأوقات ، فإذا أقام البرهان الصحيح من يدّعي الوصاية في شيء معين قبل " .
438
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 438