نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 428
نساءٌ من قريش يكلّمنَهُ ، ويستكثرنَهُ ، عالية أصواتُهنَّ ، فلما استأذن عمرُ قُمْنَ يبتدرنَ الحجابَ ، فأذنَ لَهُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يضحَكُ ، فقال عمرُ : أضحك اللّهَ سِنَّك يا رسول اللّه ؟ قال : " عجبتُ من هؤلاء اللاّتي كنَّ عندي ، فلمَّا سمعنَ صوتكَ ابتدرنَ الحجابَ " . قالَ عُمرُ : فأنتَ يا رسول الله كنتَ أحقَّ أن يهبنَ ، ثمّ قال : أي عديّاتِ أنفسهنّ ! أتهبنني ولا تهبن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قلن : نعم ! أنتَ أفظُّ وأغلظُ من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قالَ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " والذي نفسي بيده ما لقيَكَ الشيطانُ قطٌّ سالِكاً فجّاً إلاّ سَلك فجّاً غير فجّكَ " ! ! كَبُرَتْ كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلاّ كذباً ، أُنظر إلى فظاعة الرّواية ، وكيف أنّ النّساء يهبنَ عمر ولا يهبنَ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويرفعن أصواتهن فوق صوت النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولا يحترمنه فلا يحتجبن بحضرته ، وبمجرّد سماع صوت عمر سكتنَ وابتدرن الحجاب ؟ ! عجبتُ والله من أمر هؤلاء الحمقَى الذين لا يكفيهم كلّ ذلك حتّى ينسبون إليه أنّه فظٌّ غليظ بكلّ صراحة ، لأنّ عمر أفظّ وأغلظ من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فهي من أفعال التفضيل ، فإن كانت هذه فضيلة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فعمر أفضل منه ، وإن كانت رذيلة فكيف يقبل المسلمون وعلى رأسهم البخاري ومسلم مثل هذه الأحاديث ؟ ! ثمّ لم يكفهم كلّ ذلك حتّى جعلوا الشيطان يلعبُ ويمرحُ بحضرة النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا يخافه ، فلا شكّ أنّ الشيطان هو الذي استفزّ النسوة حتى يرفعن أصواتهنّ ويخلعن حجابهنّ ، ولكنّ الشيطان هربَ وسلك فجّاً آخر
428
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 428