نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 410
مع النظرية العلمية ، فيجبُ قبول الثّاني وطرح الأوّل كما لا يخفى . ومثال على ذلك أسوق حديث العدوي لأنه مُهِمٌّ في البحث ، ويعطينا صورة حقيقة على تناقض الصّحابة والرّواة والوضّاعين ، لا على تناقض صاحب الرّسالة ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فذلك لا يمكن أبداً . فالبخاري في صحيحه يذكر الحديثين ، وأنا اقتصر عليه لأنّه أصحّ الكتب عند أهل السنّة ، لئلا يذهب المتأوّلون عدّة مذاهب ، فيقول قائل بأنّه قد يثبت عند البخاري حديثاً ، ويثبت عكسه عند غيره من المحدّثين ، ويلاحظ القارئ بأنني في هذا الباب اقتصرت على البخاري وحده ، في تناقض الأحاديث . أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الطّب ، في باب لا هامة : عن أبي هريرة قال : قال النبىُّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا هامة " ، فقال أعرابي : يا رسول الله فما بال الإبل تكُونُ في الرمْلِ كأنّها الظّباءُ ، فيخالطها البعيرُ الأجربُ فيجْرِبُهَا ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " فمن أعدى الأوّل " ؟ انظر إلى هذا الأعرابيُّ كيف يهتدي بفطرته إلى طبيعة الأمراض المعدية ، من خلال البعير الأجرب الذي يجرب كلّ الإبل إذا خالطها ، بينما لا يجد الرّسول جواباً على سؤال الأعرابي يقنعهُ به ، فيقول : " فمن أعدى الأول " ؟ ويصبح هو الذي يسأل . وهذا أيضاً يذكّرني بالطبيب الذي سأل الأُمّ التي جاءتْ بولدها المصاب بالحصبة : هل عندكم في البيت أو في الجيران من هو مصاب بهذا الداء ؟
410
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 410