نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 359
عائشة هي المرأة الجريئة القادرة على ركوب الصّعاب وتغيير الأُمور ، وهو يعلَم علم اليقين بأنّ أبا بكر طوع يديه ورهن إشارته في كلّ ما يصبوا إليه . ولم يكن عهد أبي بكر بالخلافة لعمر يخفى على كثير من الصّحابة من قبل كتابته ، فقد قال له الإمام علي منذ اليوم الأوّل : " أحلب حلباً لك شطره ، واشدد له اليوم ليردّه عليك غداً " ( 1 ) ، كما قال آخر لعمر عندما خرج بالكتاب الذي عهد فيه أبو بكر قال له : " أنا أعرف ما فيه ، إنّك أمّرته عام أوّل وأمّرك هذا العام " ( 2 ) . فعهد أبي بكر لعمر بالخلافة أمرٌ معلوم لدى عامّة النّاس ، وإذا كان في حياته يعترف له أمام الجميع بأنّه أقوى منه على هذا الأمر ، فلا غرابة أن يسلّم له مقاليد الخلافة عند الموت . وبهذا يتبيّن لنا مرّة أُخرى بأنّ ما يقوله أهل السنّة بأنّ الخلافة لا تكون إلاّ بالشورى أمرٌ ليس له وجود ، وليس له في خيال أبي بكر وعمر أيّ اعتبار ، وإذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) توفّي وترك الأمر شورى بين النّاس - كما يزعمون - فإنّ أبا بكر هو أوّل من هدّم هذا المبدأ ، وخالف سُنّة النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعهده لعمر بن الخطّاب من بعده . وأهل السنّة دائماً تراهم يتبجّحون بكلّ فخر واعتزاز على أنّهم يؤمنون بالشّورى ولا تصلح الخلافة إلاّ بها ، ويسخرون من قول الشيعة الذين يعتقدون بأنّها لا تكون إلاّ بالنصّ من الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وتسمع أغلبهم ينتقِدُ
1 - الإمامة والسياسة 1 : 29 . 2 - المصدر نفسه 1 : 38 .
359
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 359