نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 307
الأبناء نقمة على الآباء ، وهذا ما يحدثُ في كثير من البلدان الإسلاميّة في أفريقيا للأسف . ونعود لوفاة أبي بكر لنجد أنّه وقبل موته ندم على ما اقترفت يداه ، فقد نقل ابن قتيبة في تاريخ الخلفاء قوله : " أجل والله ما آسى إلاّ على ثلاث فعلتهن ليتني كنتُ تركتهنَّ : فليتني تركتُ بيت علي ، وفي رواية لم أكشف بيت فاطمة عن شيء ، وإن كانوا قد أعلنوا علىّ الحرب ، وليتني يوم سقيفة بني ساعدة كنتُ ضربتُ على يد أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر ، فكان هو الأمير وكنتُ أنا الوزير ، وليتني حين أتيتُ ذي الفجاءة السلمي أسيراً أني قتلتُه ذبيحاً أو أطلقته نجيحاً ، ولم أكن أحرقُته بالنار " ( 1 ) . ونحن نُضيف : ليتك يا أبا بكر لم تظلم الزهراء ، ولم تؤذها ، ولم تغضبها ، وليتك ندِمتَ قبل موتها وأرضيتها ، هذا بخصوص بيت علي الذي كشفتَهُ وأبحتَ حرقَهُ . أما بخصوص الخلافة فليتك تركتَ صاحبيك وعضديك أبا عبيدة وعمر ، وضربت على يد صاحبها الشرعي الذي استخلفه صاحب الرسالة ، فكان هو الأمير ، إذن لكان العالم اليوم غير ما نشاهده ، ولكان دين الله هو الذي يسود الكرة الأرضية ، كما وعد الله ووعده حقّ . وأمّا بخصوص الفجاءة السلمي الذي أحرقته بالنّار ، فيا ليتك لم تحرق السّنن النبويّة الّتي جمعتها ، ولكنت تعلّمت منها الأحكام التشريعية
1 - تاريخ الطبري 2 : 619 ، تاريخ دمشق 30 : 420 ، الإمامة والسياسة 1 : 36 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 137 ، ط دار صادر ، باختلاف في الألفاظ .
307
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 307