نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 300
وبذلك نفهم مدى نجاح المخطّط الذي رسمه أبو بكر وعمر في منع وحرق الأحاديث النبويّة ، وجعل كمّامات على الأفواه حتى لا يتحدّث الصّحابة بها ، كما قدّمنا في رواية قرظة بن كعب ، واستمرّ ذلك الحصار ربع قرن ، وهي مدّة الخلفاء الثلاثة ، حتى إذا جاء علي للخلافة نرى أنّه استشهد الصّحابة يوم الرحبة على حديث الغدير ، فشهد له ثلاثون صحابيّاً ( 1 ) منهم سبعة عشر بدريّاً ( 2 ) . وهذا يدلّ دلالة واضحة بأنّ هؤلاء الصّحابة ، وعددهم ثلاثون ، ما كانوا ليتكلّموا لولا أن طلب منهم أمير المؤمنين ذلك ، فلو لم يكن علىّ خليفة وبيده القوّة لأقعدهم الخوف عن أداء الشّهادة ، كما وقع ذلك فعلا من بعض الصّحابة الذين أقعدهم الخوف أو الحسد عن الشهادة ، أمثال أنس بن مالك ، والبرّاء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، وجرير بن عبد الله البجلي ، فأصابتهم دعوة علي بن أبي طالب ( 3 ) . ولم ينعم أبو تراب ( عليه السلام ) بالخلافة ، فكانت أيامه كلّها محن وفتن ، ومؤامرات وحروب شُنّتْ عليه من كلّ حدب وصوب ، وبرزت تلك الأحقاد
1 - مسند أحمد 4 : 370 وفيه أيضاً " وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير فشهدوا . . . " . 2 - مسند أحمد 1 : 119 وصرّح محقّق الكتاب أحمد شاكر بصحته ، وفيه أيضاً : " فقام إلاّ ثلاثة لم يقوموا ، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته " . 3 - أنساب الأشراف 157 ح 169 ، ونحوه السيرة الحلبية 3 : 385 ، المعجم الكبير 5 : 175 ، تاريخ دمشق 42 : 208 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 19 : 218 .
300
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 300