نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 291
ولمّا أعيته الحيلة ورغم تهديده ووعيده ، ومنعه وتحريمه ، وحرقه كتب الأحاديث ، بقي بعض من الصّحابة يُحدّثون بما سمعوا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما يلتقون في أسفارهم خارج المدينة بالنّاس اللذين يسألونهم عن أحاديث النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، رأى عمر أن يحبس هؤلاء النفر في المدينة ، ويضرب عليهم حصاراً وإقامة جبريّة . فقد روى ابن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : والله ما مات عمر حتّى بعث إلى أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق : عبد الله بن حذيفة ، وأبي الدرداء ، وأبي ذر الغفاري ، وعقبة بن عامر . فقال : ما هذه الأحاديث التي قد أفشيتم عن رسول الله في الآفاق ، قالوا : تنهانا ؟ قال : لا ، أقيموا عندي ، لا والله لا تفارقوني ما عشت ( 1 ) . ثمّ جاء بعده ثالث الخلفاء عثمان الذي اتّبع نفس الطريق ، وسلك ما سطّره له صاحباه من قبل ، فصعد على المنبر وأعلن صراحة قوله : لا يحلُّ لأحد أن يرويَ حديثاً عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم أسمع به في عهد أبي بكر وعمر ( 2 ) . وهكذا دَام الحصار طيلة حياة الخلفاء الثلاثة ، وهي خمسة وعشرون عاماً ، ويا ليته كان حصاراً في تلك المدّة فحسب ، ولكنّه تواصل بعد ذلك ، وعندما جاء معاوية للحكم صعد المنبر هو الآخر وقال : إيّاكم وأحاديث إلاّ
1 - كنز العمال 10 : 293 ، تاريخ مدينة دمشق 40 : 500 . 2 - الطبقات لابن سعد 2 : 336 ، كنز العمال 10 : 295 ح 29490 ، تاريخ مدينة دمشق 39 : 180 .
291
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 291