نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 209
النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالنحر والحلق فلم يمتثل لأمره أحد ، فإنّ عليّاً بن أبي طالب كان معهم ولم يمتثل هو الآخر لأمر الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ وأجبتهم بما يلي : أولا : لم يكن علي بن أبي طالب معدوداً من الصّحابة ، فهو أخ رسول الله وابن عمّه وزوج ابنته وأبو ولده ، وقد كان علىّ مع رسول الله في جانب وبقية النّاس في جانب ، فإذا قال الرّاوي في صحيح البخاري بأنّ النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمرَ أصحابه بالنحر والحلق ، فإنّ أبا حسن سلام الله عليه لم يكن معدوداً ضمنهم ، فهو بمنزلة هارون من موسى ، ألا ترون أنّ الصلاة على محمّد لا تكون كاملة إلاّ إذا أُضيف إليها الصلاة على آله ، وعلي هو سيّد آل محمّد بدون منازع ، فأبو بكر وعمر وعثمان وكلّ الصّحابة لا تصحُّ صلاتهم إلاّ إذا كان فيها ذكر علي بن أبي طالب مع محمّد بن عبد الله . ثانياً : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان دائماً يُشركُ عليّاً أخاه في هَدْيهِ ، كما وقع ذلك في حجّة الوداع عندما قدم علىٌّ من اليمن ، وسأله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " بماذا أهللتَ يا علي " ؟ فقال : " بما أهلّ رسول الله " ، فأشركه النبي في هديه ، وقد ذكر هذه القضيّة كلّ المحدّثين والمؤرّخين ، فلا بدّ أن يكون شريكه يوم الحديبية - أيضاً - . ثالثاً : إنّ عليّ بن أبي طالب هو الذي كتب الصُّلح يوم الحديبية بإملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولم يعترض عليه في شيء طيلة حياته ، لا بمناسبة الحديبية ولا في غيرها ، ولم يسجّل التاريخ بأنّه ( عليه السلام ) تأخّر عن أمر الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو عصاه مرّة واحدة - حاشاه - ، ولا فرّ مرّة من الزحف وترك
209
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 209