نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 207
وترك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسط الأعداء من المشركين ، حتّى يموّه على أبي قتادة بأنّه أمرُ الله ! فهل أمر اللّهُ عمر بن الخطّاب بالفرار من الزّحف ؟ أم أنّه أمرهُ بالثّبات والصبر في الحروب وعدم الفرار ؟ فقد قال له ولأصحابه : * ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبَارَ ) * ( 1 ) . كما أخذ اللّهُ عليه وعلى أصحابه عهداً بذلك ، فقد جاء في الذكر الحكيم : * ( وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللّهِ مَسْؤُولا ) * ( 2 ) . فكيف يُولّي أبو حفص الدّبر من الزّحف ويدّعي أنّ ذلك أمر الله ؟ ؟ فأين هو من هذه الآيات البيّنات ، أم على قلوب أقفالها ؟ ! ولسنا هنا بصدد البحث عن شخصية عمر بن الخطّاب ، فسوف نُفرِدُ له باباً خاصّاً به ، ولكنّ حديث البخاري مثيرٌ لم يترك لنا مندوحة من هذه الملاحظة السّريعة . والذي يهمّنا الآن هو شهادة البخاري بأنّ الصحابة على كثرة عددهم ولّوا مُدبرين يوم حنين ، والذي يقرأ كتب التاريخ في تلك الحروب والغزوات يظهر له العجب العجاب ! ! وإذا كان أمرُ الله لا يطاع من أكثر الصحابة - كما عرفنا من خلال الأبحاث السّابقة - فلا يُستغرب منهم الإعراض عن أوامر الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو حىٌّ معهم ، أمّا أوامره بعد وفاته - بأبي هو وأمّي - ، وما لقيت منهم من
1 - الأنفال : 15 . 2 - الأحزاب : 15 .
207
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 207