نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 205
عشرة من اثني عشر ألف صحابي ، وهي نسبة واحد من كل ألف ومائتين ! ! وإذا كانت معركة أحد في بداية الهجرة ، والنّاس لم يزالوا أقليّة وحديثي عهد بجاهلية ، فما هو عذرهم في معركة حُنين التي وقعت في آخر السنّة الثامنة للهجرة النبويّة ، ولم يبق من حياة النبىّ معهم إلاّ عامين ؟ ! ورغم كثرة عددهم وعدّتهم فقد أطلقوا أرجلهم للرّيح ، وهربوا غير مُلتفتين إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ! ! فالقرآن الكريم يُبيّنُ بوضوح مواقفهم المتخاذلة ، وهروبهم من الزّحف في تلك المعركة بقوله : * ( وَيَوْمَ حُنَيْن إذْ أعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ ) * ( 1 ) . يبيّنُ سبحانه بأنّه قد ثبَتَ رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والذين صبروا معه على القتال بإنزال السكينة عليهم ، ثمّ أمدّهم بجنود من الملائكة يحاربون معهم ، ونصرهم على الكافرين ، فلا حاجة للمرتدّين الذين يفرّون من العدوّ خوفاً من الموت ، ويعصون بذلك ربّهم ونبيّهم ، وكلّما امتحنهم الله وجدهم فاشلين . ولمزيد البيان لا بُدّ لنا من استعراض الرواية التي أخرجها البخاري بخصوص انهزام الصحابة يوم حُنين : أخرج البخاري في صحيحه من جزئه الخامس في باب قول الله تعالى :
1 - التوبة : 25 - 26 .
205
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 205