نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 198
فأعطى رجالا من قريش ، فقال الأنصار : يغفر الله لرسول الله يُعطِي قريشاً ويدعُنَا وسيوفنا تقطُر من دمائهم ! فجمعهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قبّة ، ولم يدع معهم أحداً غيرهم وقال لهم : " ما كان حديثٌ بلغني عنكم ؟ " ولمّا أعادوا عليه مقالتهم ، قال : " إنّي أعطي رجالا حديثٌ عهدهم بكفر ، أما ترضون أن يذهب النّاسُ بالأموالِ وترجعون إلى رحالكم برسول الله ، فوالله ما تنقلبون به خيرٌ ممّا ينقلبون به " قالوا : بلى يا رسول الله قد رضينا ، فقال لهم : " إنكم سترون بعدي أثرةٌ شديدة ، فاصبروا حتّى تلقوا الله ورسوله على الحوض " قال أنس : فلم نصبر . ( صحيح البخاري 4 : 59 ) . ونتساءل : هل كان في الأنصار كلّهم رجلٌ واحدٌ رشيد اقتنع بما فعله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، واعتقد بأنَّه لا يميل مع الهوى والعاطفة ، وفهم قول الله سبحانه في هذا الصّدد : * ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) * ( 1 ) ؟ ! فهل كان فيهم مَنْ دافَعَ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما قالوا : يغفر الله لرسول الله ؟ كلاَّ لم يكن فيهم واحداً بمستوى الإيمان الذي اقتضتْهُ الآية الكريمة ! ! وقولهم بعد ذلك : بلى يا رسول الله قد رضينا ، لم يكنْ عن قناعة ، ولذلك جاءت شهادة أنس بن مالك وهو منهم في محلّها ، عندما قال : أوصانا بالصبر فلم نصبر ! !
1 - النساء : 65 .
198
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 198